فيلم يناقش صراع الأجيال باحترافية شديدة.. أسباب تجعلك تشاهد الفيلم السعودي "نور وجوه محرمة"
إن كنت من محبي أفلام الزمن الجميل، فإن فيلم "نور وجوه محرمة" يستحق المشاهدة. يرصد الفيلم رحلة التغيير في حياة البطلة والمجتمع السعودي عبر ثلاثة أجيال مختلفة في مدينة الرياض، بدءًا من السبعينيات مرورًا بالثمانينيات والألفية الجديدة وصولًا إلى الفترة الحالية. يجمع الفيلم بين حقب زمنية مختلفة بكل تناقضاتها، ويقدم العديد من الرسائل والنصائح. إنه فيلم اجتماعي يناسب أفراد الأسرة، وخاصة الشباب، فلا تفوت فرصة مشاهدته.
تجربتي الشخصية مع الفيلم
كنت قد قرأت رواية "وجوه محرمة" قبل مشاهدة الفيلم بفترة، ومنذ الإعلان عن تحويل الرواية إلى سيناريو، زاد حماسي لرؤية الشخصيات في عمل درامي. خاصة أن الرواية كانت جذابة أثناء قراءتها، مما جعلني متأكدة من أن الفيلم سيكون أكثر تأثيرًا. وقد كان انطباعي الأول، منذ إعلانات تحضير الفيلم واختيار النجوم، أنه سيكون عملًا ناجحًا.
وبالفعل، لم يخيب الفيلم توقعاتي بل تجاوزها، وأثبت أن العمل الفني يمكنه إضفاء روح جديدة على الرواية. تعلقت بشخصية "نور"، وجذبني أداء الطفلة ميرال المطيري، التي كانت من أفضل نجوم العمل، وأحببتها كثيرًا، مما دفعني لى متابعة أعمالها المستقبلية.
فاجأني الفيلم باحتوائه على رسائل أعمق مما قدمته الرواية، وكان تأثيره النفسي رائعًا. هناك مشهد مؤثر حيث تقوم لمار سلطان بنصح الطفلة وتحفيزها لتحقيق حلمها في أن تصبح رسامة. هذا المشهد ألهمني شخصيًا لإنجاز طموحاتي في الحياة، وأنصح كل أم بأن تجعل أطفالها يشاهدون هذا المشهد لما فيه من تحفيز ورسالة غير مباشرة تدعو إلى الاجتهاد والكفاح.
إن تأثير الفيلم إيجابي للغاية، حيث يقدم العديد من النصائح، خاصة حول اختلاف الأجيال والأزمات بينهم، مع التركيز على مشكلة السلطة الذكورية في المجتمع العربي، التي تعد من أبرز التحديات التي تواجه المرأة العربية. كما أن الفيلم تضمن مشاهد قوية، أبرزها مشهد الزواج المبكر، الذي نوقشت من خلاله هذه القضية الهامة بشكل متميز
الإعلان الرسمي لفيلم "نور وجوه محرمة"
المصدر: https://www.youtube.com/@nstars_sa
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
تفاعل الجمهور بشكل إيجابي مع الفيلم وأبطاله، حيث أشادوا به. وعلقت إحدى المعجبات بأن الفيلم كان رائعًا، خصوصًا في مشهد الفنانة لمار سلطان التي جسدت دور "توحة" مع الطفلة، حين كانت تقدم لها النصيحة. كان المشهد مؤثرًا وعبقريًا، ونال إعجاب المشاهدين كما ظهر من تفاعلهم الكبير معه.
تحمس الجمهور للفيلم منذ الإعلان عن عرضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتساءل البعض عن سبب اختيار هذا الاسم للفيلم، نظرًا لوجود مسلسل سعودي يحمل نفس العنوان "وجوه محرمة." واستنكر البعض تكرار الاسم، فيما تساءل آخرون عن توقيت ومكان عرضه، معبرين عن شوقهم لمشاهدته.
حرصت الفنانة ميساء مغربي على زيادة حماس جمهورها لمشاهدة الفيلم من خلال نشر صور من كواليس العمل عبر خاصية "الستوري" على إنستجرام. وكان الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير، ويرسلون لها العديد من الرسائل التي تتساءل عن تفاصيل الفيلم ونجومه.
بعد أن شاهدنا "نور وجوه محرمة"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- بناء ديكور مدينة سعودية كاملة
- تناول صراع الأجيال باحترافية شديدة
- العمل عن رواية لمؤلف الفيلم
- توليفة من النجوم البارزين
بناء ديكور مدينة سعودية كاملة
أصرت المخرجة ميساء مغربي على بناء ديكور مدينة سعودية كاملة في أبو ظبي لتصوير مشاهد الفيلم، بينما تم تصوير المشاهد الأخرى في الرياض. وتميزت الديكورات بتجسيد عدة حقب زمنية، تبدأ من سبعينيات القرن الماضي وصولًا إلى الوقت الحاضر. يُعد هذا الفيلم أولى تجارب ميساء مغربي في الإخراج، بالإضافة إلى مشاركتها في البطولة. كما اختارت المناظر الطبيعية بعناية، لإضافة جماليات بصرية تكمّل عناصر الفيلم.
كان اختيار مصممة الأزياء السعودية جميلة الشمري موفقًا، خاصة أن الفيلم مرّ بعدة حقب زمنية تاريخية، ولكل حقبة أسلوبها الخاص في الأزياء. تميزت كل شخصية بملابس تعكس شخصيتها وتفاصيل حقبتها الزمنية.
أما الموسيقى التصويرية، فقد كانت علامة مميزة في الفيلم، حيث نجحت في إيصال مشاعر الشخصيات. وبرزت اختيارات الملحن للموسيقى الكلاسيكية التي تناسب الحقبة الزمنية التي تعبر عنها الأحداث.
تناول صراع الأجيال باحترافية شديدة
استطاع الكاتب أن يمزج بين الواقعية في طرح القضايا الاجتماعية والخيال في بناء الشخصيات والأحداث، مما أضفى على العمل جاذبية خاصة، وجعل المشاهد يتأمل في القضايا المطروحة ويفكر في التغيرات التي يشهدها المجتمع. كما نجح في دفع المتابعين للتعاطف مع الشخصيات والتأثر بقصصهم وكفاحهم، حيث إن الفهم الأعمق للتغيرات التي مرت بها المنطقة في الماضي يسهم بالضرورة في فهم الحاضر والسعي نحو تغييره للأفضل.
طرح الكاتب العديد من القضايا الاجتماعية الحساسة، مثل التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المجتمعات العربية في العقود الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، الأسرة، والقيم الاجتماعية. كما سلط الضوء على الصراع بين الأجيال واختلاف قيمهم وأفكارهم، وكيف يؤثر هذا التباين على العلاقات الأسرية والمجتمعية. تناول أيضًا قضية حقوق المرأة وتحدياتها في تحقيق المساواة والتمكين، وبحث في التناقض بين التمسك بالتراث والقيم التقليدية وبين الحاجة إلى التحديث والتطور.
كما تطرق الكاتب إلى ظاهرة الزواج المبكر وآثارها السلبية على حياة الفتيات، بالإضافة إلى العلاقات المعقدة داخل الأسرة وكيف تؤثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية عليها. تناول أيضًا قضية الطبقية الاجتماعية وتأثيرها على فرص الأفراد في الحياة.
ناقش الفيلم هذه القضايا بواقعية، مقدّمًا صورة دقيقة للحياة في المجتمع السعودي، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة التي تعكس عمق هذه المسائل. استخدم الحوار بين الشخصيات كأداة لتسليط الضوء على تلك القضايا وكشف وجهات نظر مختلفة حولها، مما جعل الفيلم يسهم بشكل كبير في فتح حوار مجتمعي حول قضايا اجتماعية هامة.
المصدر: hiamag.com
العمل عن رواية لمؤلف الفيلم
استند الكاتب السعودي خالد الراجح، مؤلف رواية "وجوه محرمة"، إلى روايته أثناء كتابة سيناريو الفيلم، مما أضفى على العمل عمقًا تاريخيًا وثقافيًا. تمكن الكاتب من لفت الأنظار بعمق طرحه وقدرته على استكشاف جوانب اجتماعية ونفسية معقدة. ونجح الفيلم في رصد التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة في نهاية السبعينيات، ليس فقط في السعودية بل في الوطن العربي بأكمله.
قدّم الكاتب شخصيات متعددة الأبعاد، لكل منها دوافعها وأسرارها، مما جعل المشاهد يتعاطف معها ويتفاعل مع قصصها. كما استخدم لغة سلسة وواضحة، إلى جانب قدرته على بناء أحداث مشوقة تجذب المشاهد. تميز الفيلم ببناء درامي متين، حيث تتوالى الأحداث بشكل منطقي ومثير، مع نقاط تحول تبقي الجمهور على تفاعل مستمر.
توليفة من النجوم البارزين
اختارت المخرجة ميساء مغربي كوكبة مميزة من النجوم للفيلم، حيث قدموا أداءً مبهرًا واستطاعوا تقمص شخصياتهم بشكل مقنع، مما جعل المشاهد يشعر بأنهم يعيشون تلك الأحداث فعليًا. تمكن الممثلون من التعبير عن طيف واسع من المشاعر، من الحب والحزن إلى الغضب والإحباط، بشكل صادق ومؤثر، مما زاد من واقعية الأحداث. وساهم أداء الممثلين بشكل فعال في إيصال الرسائل التي يسعى الفيلم لنقلها إلى الجمهور.
قدمت الفنانة ميساء مغربي أداءً قويًا ومؤثرًا، حيث جسدت ببراعة شخصية المرأة التي تحاول التوفيق بين التقاليد والتحديث. كما أبدعت الفنانة ميرال المطيري في تجسيد دور الفتاة المراهقة التي تواجه تحديات كبيرة في حياتها. أما الفنانة زارا البلوشي، فقد تألقت في تقديم دور المرأة القوية التي تدافع عن حقوقها وحقوق الآخرين.
اقتراحات أفلام مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك العديد من الأفلام التي تناقش أزمات المرأة العربية في مجتمع يتعمد قهرها. وتُعتبر هذه الأفلام ذات تأثير قوي في المجتمع العربي، مثل:
- فيلم "هلأ لوين"
- فيلم "المرشحة المثالية"
- فيلم "نوارة"