الكبار

يُجسّد فيلم "الكبار" رحلة وكيل النيابة كمال، الذي يُعاني من عذاب الضمير بعد إصداره حكماً خاطئاً بالإعدام على محمود الدهشوري، شاب بريء. يدفع شعور الذنب كمال إلى الاستقالة من وظيفته والعمل كمحامٍ للدفاع عن المظلومين، باحثاً عن فرصة لإعادة الحق إلى أصحابه.

يواجه كمال خيبات أمل واحدة تلو الأخرى، حيث يخسر قضاياه الواحدة تلو الأخرى، وذلك نتيجة وقوعه ضحية لضغوط أصحاب النفوذ والفساد. تسيطر قوى المال على كلّ شيء، وتصبح العدالة سلعة تباع وتشترى.

يُغرق كمال نفسه في بحرٍ من السُكر، هروباً من عذاب الضمير الذي يُلاحقه، وتُصبح حياته أشبه بلعبة في يد رئيس مؤسسة كبيرة للكبار، الذي يوظّفه كأداة لخدمة مصالحه المشبوهة. يُحاول محمد أحمد الحاج استغلال علاقته بأحد القضاة لرشوته والحصول على حكم البراءة لأحد معاونيه المتورّط في جريمة. يُقاوم القاضي في البداية، متمسكاً بمبادئ العدل، لكنه يضطرّ في النهاية إلى الانصياع لرغبة رجل الأعمال، مُجبراً على التخلي عن شرفه مقابل المال الذي يحتاجه لمعالجة ابنته المريضة. يُجسّد هذا المشهد انتصاراً مؤلماً للفساد على قوى الخير. فيُصبح القاضي، رمز العدالة، ضحيةً لضعفه واحتياجاته، مشاركاً في لعبةٍ مظلمةٍ تُهدّد أُسس المجتمع.

رغم انخراطه في عالم الفساد، متناسياً مبادئ الخير والعدالة، لا يُخمد صوت الضمير تمامًا في روح كمال، بل ويُحاول مساعدة صديقه في معرفة خلفيات رجل الأعمال، رئيس مؤسسة الكبار، مدفوعًا بإحساسه بالذنب تجاه الشاب الذي أُعدم ظلماً. حيث يتحول من أداةٍ للفساد إلى شابٍ متعاطف محكوم بعذاب الضمير، فيُحاول مساعدة هبة، أخت الشاب المُعدَم، ويعرض عليها الزواج لحمايتها.

يُحاصر كمال في دوامةٍ من الصراع الداخلي، مُمزّقاً بين رغبته في التخلص من الفساد وبين خوفه من عواقب ذلك. ويصبح بطلاً غامضاً ومُثيراً للجدل ذات شخصية ضعيفة تُهزم بسهولة من قوى الفساد. فهل سينجح كمال في فضح فساد رجل الأعمال وإخضاعه للعدالة؟ أم ستُفشل مخططاته ويقع في قبضة الفساد؟ وهل سينجح بإقناع هبة الزواج منه؟