بيبو وبشير

يُجسّد فيلم "بيبو وبشير" قصة حب رومانسية كوميدية تدور أحداثها في إطار اجتماعي، تجمع بين شاب مصري يحمل الجنسية التنزانية وفتاة من ريف مصر، وذلك في مدينة القاهرة الساحرة.

تُجسّد عبير، الملقبة بـ "بيبو"، شخصية الفتاة العصرية الجديدة التي ترفض العادات والتقاليد التي فرضها المجتمع على الفتيات.،فهي تؤمن بقدراتها ومهاراتها، وتتخذ "الدرامز" كمهنة لها في فرقة شبابية، ساعيةً إلى الفوز في مسابقة تتحضّر لها، وقد تمثل نقلة حقيقية في مستقبل أعضاء الفرقة، تاركة وراءها عائلتها في بورسعيد و متوجهة إلى القاهرة بحثاً عن تحقيق حلمها وفوز فرقتها الموسيقية في مسابقة هامة.

في المقابل، يُجسّد بشير شخصية شاب مصري عاش طوال حياته في أفريقيا ونشأ في تنزانيا، حيث وقع والده في حب فتاة من هناك أثناء قيامه بالبحث عن الحفريات وتزوجها. يُتقن بشير اللغة التنزانية، و يعمل كمترجم لها في فرقة السلة المصرية التي يتولى تدريبها مدرب من تنزانيا. يبحث بشير عن شقة للإيجار في مصر، و في نفس الوقت، تبحث بيبو عن شقة مماثلة. يكتب لهما القدر أن يستأجرا نفس السكن من دون علم أي منهما بذلك، حيث تختلف مواعيدهما بشكل كبير. و لكن تتقاطع مساراتهما في النهاية، و تنشأ بينهما قصة حب رومانسية يغلب عليها الطابع الكوميدي.

تُصبح حياة بشير وبيبو مُتشابكةً بشكلٍ أكبر عندما يتعرّف كلاهما إلى عائلة الآخر، فيتعرّف بشير على عائلة بيبو التي تُقيم في بورسعيد، بما في ذلك أمّها وأبيها، وتتعرّف بيبو على عائلة بشير، بما في ذلك أبيه وزوجته الجديدة. والأغرب أن الحب الذي يقع بينهما وتعارف الأهل الذي ينتج عنه، يحصل قبل معرفتهما أنهما يسكنان في الشقة نفسها، فكانت شروط السكن أن يخلو المستأجر الأول الشقة قبل دخول الثاني إليها.

يُناقش الفيلم العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، منها، تمكين المرأة، حيث تُجسّد بيبو شخصية الفتاة القوية المستقلة التي تُقاوم الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، و تسعى لتحقيق أحلامها وطموحاتها. فضلاً عن الاختلاف الثقافي، فتُسلّط قصة الفيلم الضوء على التبادل الثقافي بين مصر وتنزانيا، و تُظهر كيف يمكن للناس من مختلف الثقافات التواصل والتعايش مع بعضهم البعض.

يُقدّم الفيلم نظرة رومانسية جميلة على الحب، و يُظهر كيف يمكن للحب أن يُذيب الفوارق بين الناس و يُوحّدهم. "بيبو وبشير" فيلم ممتع و مؤثر يُقدم رسالة إيجابية حول الحب و التسامح و تقبل الاختلاف. ويُجسّد إبداع السينما المصرية و قدرتها على تقديم قصص إنسانية ساحرة تلامس مشاعر المشاهدين.