تفاصيل هي فوضى
موقع التصوير مصر
اللغة العربية
قصة هي فوضى
يجسد الفيلم نموذج واقعى ومؤسف في ذات الوقت لجبروت السلطة وبلوغها أقصى درجات القهر والطغيان وذلك من خلال شخصية حاتم أمين الشرطة وهي شخصية الفيلم المحورية الذي يستغل منصبه أسوأ استغلال لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية، حيث يتمكن حاتم بفضل منصبه من امتلاك كل ما يشتهيه إلا قلب جارته المدرسة الشابة نور، فهذا الأمر هو الشيء الوحيد عصي عليه، فقلب نور متعلق بوكيل النيابة الشاب شريف وهو ابن ناظرة المدرسة التي تعمل فيها نور.
اعتاد حاتم الحصول على كل ما يريده من خلال سلطته وجبروته حتى وإن لزم الأمر إستعمال القوة، إلا أن الحب جعله يشعر بأن هناك أشياء في الحياة لا يمكن للإنسان أن يحصل عليها حتى وإن تبوء أهم وأعلى المناصب في المجتمع.
تتوالى أحداث الفيلم لتظهر حالة الفوضى والفساد التي يعاني منها المصريون، وسيادة مبدأ حماية الدولة للفاسدين وإستغلال البوليس أي الشرطة للقانون. هذا إلى جانب تزوير الانتخابات والتعذيب داخل السجون.
تنتهي أحداث الفيلم بثورة أهل المنطقة على أمين الشرطة الظالم حاتم وضباط الشرطة المتسترين على فساده، إذ يتعمدون إخفاء أفعاله تحت ستار القانون، فتبدأ تلك الثورة بمواجهة القسم وبتحرير نشطاء سياسيين تم القبض عليهم ظلمًا لمجرد تعبيرهم عن رفضهم للفساد والإستبداد التي تمارسه السلطة، ويتم التخلص من حاتم ومن ظلمه في نهاية الفيلم.
ما وراء الشاشة
أسماء حلمي
Journalistملحمة درامية ترصد القهر والطغيان... أسباب تدفعك لمشاهدة فيلم "هى فوضى"
فيلم "هى فوضى" سياسي بالدرجة الأولى ولكنه لا يخلو من الرومانسية والحب، إن كنت من محبي الأفلام الاجتماعية والسياسية التي تملك الكثير من المشاعر الإنسانية مثل الحب والكراهية والظلم والقوة والضعف، فإليك الفيلم المتميز "هى فوضى"، الذي أثار الجدل بعد عرضه وتم اتهامه بأنه يعبّر عن أنظمة سياسية معينة ولكن لم يختلف أحد على إبداع أبطاله وروعه الفيلم.
مصر المقهورة بعيون يوسف شاهين
أبدع المخرج يوسف شاهين في آخر أفلامه "هي فوضى" الذي يعتبر من أهم وأفضل أفلامه، الذى جسد من خلاله الوضع المزري في مصر التي تعاني من الفقر والظلم والطغيان وقتها، ليحمل الاسم معنى ما تمر به مصر فى تلك الفترة من فوضى، ويعتقد البعض أن الفيلم من ضمن محركات ثورة يناير لرفض الظلم وطلب العدالة الاجتماعية.
وقد أبدع كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن في رصد الواقع بحس درامي، وأبدع المصور رمسيس مرزوق فى اختيار زوايا التصوير وأماكن التصوير، فكان الفيلم يحمل توليفة من الإبداع فى الموسيقى التصويرية الهائلة واختيار الأغاني وديكور منازل أبطال العمل والتصوير الخارجى فى النيل والشارع والمدرسة.
حاتم الذي نكرهه ونتعاطف مع مرضه النفسي
قدّم الفنان العبقري خالد صالح دوراً من أهم أدوار حياته واعتبره النقاد دوراً تاريخىاً وكان أداؤه مميزاً ورائعاً ويستحق الإشادة، حيث يستطيع خالد صالح أن يطوع الشخصية التي يؤديها لثقافته وحسه الخاص، فخلال مشاهدتك للفيلم تجده يتحول إلى وحش كاسر في ثانية، ثم في الثانية التالية يتحول إلى شخص وديع يكاد يقنعك بلطفه ورقته، فكان قادراً على التحول السريع بين المشاعر من دون مجهود لتقمصه دور "حاتم" المريض النفسي والظالم، فرصد التردد والضعف الناتج عن الحب والمرض النفسي ورصد القوة المفرطة والجبروت وإيذاء الآخرين بنفس الدقة والبراعة والسلاسة.
الفيلم نقطة تحوّل فى تاريخ منة شلبي
يعتبر فيلم "هى فوضى" نقطة تحوّل فى تاريخ منة شلبي السينمائي، فقد تميّزت بقدرتها الهائلة على توصيل مشاعرها من خلال تعبيرات الوجه والعينين، وكان أبرز مشاهد منة خلال تجسيدها شخصية "نور" المدرسة البسيطة التى تحلم بالحب والسعادة من ابن مديرتها وكيل النيابة الجان الذى لا يلتفت لها إلا بعد وقت طويل وبمجرد بداية قصة الحب بينهما تنقلب حياتها رأسًا على عقب ويتم خطفها واغتصابها من جارهم أمين الشرطة الذى يحبها منذ طفولتها بشكل جنوني، وتتحكم منة فى حركة اليدين والجسد، وتثبت وقدرتها الفائقة على استخدام صوتها، والتلون من التعبير عن الحب إلى الكراهية والشفقة والحزن والغضب، وابدعت فى مشهدها عندما اكتشفت الشخص الذى ساعد فى اختطافها داخل الحبس وقامت بضربه بكل طاقتها.
ويتميز الفنان يوسف الشريف في دور وكيل النيابة الشريف الذي يتصدى للقهر والظلم ويقدم النموذج الأفضل فى الفيلم ويتمرد على النظام من أجل نصرة الحق.
وكالعادة أبدعت أمهات الأبطال في الفيلم، كالفنانة هالة فاخر التى جسدت دور أم منه شلبى التى دعمتها فى الكارثة التى تعرضت لها وتمثل دور الأم الشجاعة التى تقف كدرع حامي لابنتها وتحميها من أي أذى، وكذلك الفنانة هالة صدقى التى تجسد دور الأم الحنونة والمديرة الحاسمة التى تحب الخير لابنها وتنصحه عندما تجده يتعلق بفتاه سيئة لا تحبه وجسدت دورها "درة" وتستمر فى خوفها على ابنها مهما بلغ من العمر والمناصب لتجسد الأمومة فى أجمل صورها.
فيلم يمنحك الأمل
بالرغم من مشاهد الفيلم التي تحمل الظلم والمأساة إلا أن نهاية الفيلم تمنحك جرعة من الأمل أن لكل ظلم نهاية وأن الحق سينتصر مهما زاد الطغيان، ليرمي رسائل سياسية وقتها.
تاريخ النشر 26 يونيو 2024
أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.ممثلي هي فوضى
-
خالد صالح
-
منة شلبي
-
هالة صدقي
-
يوسف الشريف
-
أحمد فؤاد سليم
-
درة
-
صفوة
-
عبدالله مشرف
-
ماهر سليم
كاتب هي فوضى
-
ناصر عبدالرحمن
مخرج هي فوضى
-
يوسف شاهين