كذبة كبيرة

 يُسلط فيلم "كذبة كبيرة" الضوء على التأثير المدمر لمواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا، من خلال قصة ياسمين وجيسيكا، اللتين تُجسدان أسلوبين مختلفين لاستخدام هذه المنصات وتعملان على تحقيق أهدافهما المتناقضة. ياسمين تجسّد دور الصحفية الجريئة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن الحقيقة وتتعرّض بالتالي للتنمر الإلكتروني، أما جيسيكا فهي امرأة تعيسة تأخذ دور الأم الهستيرية التي تعيش حياة وهمية على الإنترنت. من خلال قصتين مترابطتين، يكشف الفيلم كيف يمكن أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي من وسائل إيجابية إلى إدمان مدمّر، وكيف يمكن أن تؤثر سلبًا على علاقاتنا وعلى واقعنا.

تشارك ياسمين في البحث عن مديري الأسواق الوهمية على المنصات الإلكترونية بعد تعرّضها للتنمّر الإلكتروني من قبل مجموعة من المتابعين، ولكن بالرغم من ظروفها الصعبة كأم لطفلة مشلولة، تسعى وراء الحقيقة وتكشف ممارسات خاطئة في عالم السوشال ميديا. وفي الوقت نفسه تعاني جيسيكا من مشاكل في حياتها الزوجية بسبب هوسها بصورها على الإنترنت، وتقدم نموذجاً للأهل الذين يورثون أولادهم هوس السوشيال ميديا.

تهجم ياسمين الصحفية البارعة حيث لا يجرؤ الآخرون وتكتشف في تحقيقاتها العديد من الأسرار المظلمة، مثل وجود أسواق وهمية لبيع "الفولويرز" و"لايكات" وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما تواجه "فوكسي"، بائع الأوهام الذي يبيع فولويرز ولايكات وهمية للمستخدمين. وفي معركة حاسمة، تكشف عن حقيقة عالمه المزيف، وتساعد الناس على تحرير أنفسهم من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

تُشكّل شخصية كل من فوكسي وفريد، "صانعي الأحلام"، بائعي الأوهام، المتابعات والإعجابات المزيّفة، اللذان يبيعان فولويرز ولايكات وهمية للمستخدمين، إضافة مرحة للفيلم. تُدخلنا هاتان الشخصيتان إلى عالم القرصنة والجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُكشف عن ممارسات مخادعة تستغلّ رغبة المستخدمين في الحصول على الشهرة والقبول.

يُضفي بوب، صديق جيسيكا وزوجته، بعداً إنسانياً مميزاً على فيلم "كذبة كبيرة"، من خلال قصته المتداخلة مع قصتي ياسمين وجيسيكا. يُجسّد بوب شخصية الشاب المهتم بشكل مفرط بمظهره وجاذبيته، حيث يقضي ساعات طويلة في الصالات الرياضية سعياً وراء الحصول على جسد مثالي. كما يقدّم نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي كـ"مدرب حياة " (Life Coach)، مُستعرضاً عضلاته ونصائحه المتعلقة باللياقة البدنية.

تشكّل شخصية بوب إضافة مرحة للفيلم، حيث تضفي على الأحداث طابعاً كوميدياً يخفّف من حدة الصراعات الدرامية. كما تسلّط الضوء على ظاهرة الهوس بالمظهر الخارجي وانتشار ثقافة "اللايكات" على وسائل التواصل الاجتماعي.

يُقدّم فيلم "كذبة كبيرة" رحلة مُثيرة عبر الوجهين المظلم والمشرق لوسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا المشاهدين إلى التأمل في تأثيرها على حياتنا وعلاقاتنا.