قصة كان في كل زمان
يُقدم مسلسل "كان في كل زمان" حكايات مشوقة من التراث والمجتمع، تُسلط الضوء على قضايا اجتماعية هامة، مثل: العاملات في المنازل، أطفال الشوارع والمورثات الشعبية. ونُسلّط الضوء على بعض أبرزها:
تجسّد قصّة "التهمة الله أكبر"، معاناة أم تغري، حيث تسافر مع ابنتها إلى إحدى الدول الأجنبية للعمل، وتواجه العديد من الصعوبات، بداية من إجراءات الأمن المُهينة، إلى فقدان ابنتها، واتهامها زورًا بالإرهاب.
تُجسد قصة "الطرمة"، صراعات الثأر والموروثات الشعبية، حيث تُجبر نورة على الانتقام من قتلة ابنها، مُخاطرة بحياتها. تُظهر هذه القصة كيف تُسيطر العادات والتقاليد أحيانًا على حياة الناس، وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات مُتسرعة تُؤدي إلى المزيد من العنف.
تُجسد قصة "خيانة أغسطس" تضحيات المرأة الكويتية في زمن الاحتلال العراقي للكويت. تكتشف الدكتورة طيبة خيانة زوجها وزواجه من امرأة أخرى، فتطلب الطلاق. وعندما يتم احتلال الكويت من قبل العراق، تتعرض المستشفى التي تعمل فيها طيبة للاعتداء، فتضطر إلى نقل الأطفال حديثي الولادة إلى منزلها لحمايتهم. ومن بينهم ابن زوجها، الذي يتم القبض عليه من قبل الجيش العراقي، وتقرر طيبة الصفح عنه ومسامحته على زواجه من أخرى. تتعاون طيبة مع المقاومة الكويتية، وتُظهر شجاعة وإيثارًا خلال فترة الاحتلال.
تروي قصة "سعد من ذوي الابتهاجات السابقة" حكاية مؤثرة عن عائلة تواجه تحديات الزهايمر، وتُظهر قوة الحب والصبر في مواجهة الصعاب.
تدور أحداث قصة "مهنة بواقة" حول شريفة، لصة محترفة تتقن فنون السرقة بكل براعة، بينما تنقلب حياة يوسف وزوجته نورا رأساً على عقب بعد إخباره لها برغبته بالزواج من أخرى. في نفس الوقت، تستغل أم زوزو حاجتها للمال في استغلال ابنتها الصغيرة زوزو في الإعلانات التجارية، مما يُعرضها لخطر الإصابة بحساسية شديدة من إحدى المأكولات.
في رحلة إنسانية دافئة، تأخذنا قصة "إنتي اسمك ميري وأنا اسمي مدام" إلى عالم كفالة الخدم الهنود في المنطقة، حيث تُطلّ علينا سعاد، المرأة ذات القلب الرحيم التي تدير مكتباً لكفالة هذه الفئة المحتاجة. تُشارك سعاد، المنحدرة من أصل هندي، الخدم الهنود مشاعرهم ومعاناتهم، وتُدرك صعوبة وضعهم النفسي والمادي. فتواجه تحديات كبيرة في مساعدة الخدم على العمل في بيئات مناسبة، حيث تواجههم معاملة سيئة من قبل بعض أصحاب العمل. تُسلط هذه القصة الضوء على المخاطر التي تواجهها العاملات في المنازل، وعلى قلة الوعي بمعاناتهن وحقوقهن.
ما وراء الشاشة
أسماء حلمي
Journalistأسباب تجعلك تتابع مسلسل "كان فى كل زمان"
نرشح لك المسلسل الكويتي "كان في كل زمان" فهو من الأعمال التي كان العقل في حاجة إليها، ليسترجع حلاوة الدراما ومتعة المشاهدة، فهو مسلسل مهم يناقش قضايا كثيرة تخص المجتمع العربي، بجانب أنه يحتوي على حكايات متعددة كل حكاية منهم يمكنها أن تكون مسلسل، وجاء أيضاً في توقيت مهم جداً في ظل انشغال الكبار والصغار والشباب بالهاتف النقال، وما ينقله إليهم من أحداث، ولذلك استطاع "كان في كل زمان" أن يكون أكثر تأثيراً من مسلسلات عديدة عُرضت فى نفس الموسم، فلا تفوت مشاهدته لأسباب عديدة منها:
يرصد معاناة العاملات بالمنازل وأطفال الشوارع
عندما تشاهد المسلسل ستدرك أنك أمام نص مكتوب بحرفية شديدة جداً في كل تفاصيله، لاسيما البناء الدرامي الذي يعتمد على الجرأة في الطرح من دون خوف أو قلق، الأمر الأهم في سيناريو الكاتبة هبة مشاري حمادة هو العمق والقوة والتكثيف للأحداث فهو ناقش العديد من القضايا منها العاملات في المنازل وخاصة الخدم الهنود ومعاناتهم، وصعوبة وضعهم النفسي والمادي، والتحديات التي يواجهونها من معاملة سيئة من قبل بعض أصحاب العمل، وتُسلط الكاتبة الضوء على المخاطر التي تواجهها العاملات في المنازل، وعلى قلة الوعي بمعاناتهم وحقوقهم، وأطفال الشوارع، والموروثات الشعبية، صراعات الثأر.
ويسلط المسلسل الضوء على مظاهر الظلم الاجتماعي المُختلفة، مثل الفقر والتهميش والقهر، وكذلك ما يعانيه الإنسان إذا تم اتهامه اتهام زور وذلك من خلال العديد من الحكايات التي عالجت معاناة أفراد من الطبقات الفقيرة والمُهمشة، كما ناقش المسلسل العديد من القضايا المتعلقة بالمرأة العربية، مثل زواج القاصرات والعنف ضد المرأة وحقوق المرأة في التعليم والعمل، وعالج السيناريو الصراع بين التمسك بالتقاليد والانفتاح على الحداثة، كما عرض قصص المُغتربين الذين يواجهون العديد من الصعوبات والتحديات في بلاد الغربة.
وتنقل الحب فى قصص المسلسل من الحب الرومانسي إلى الحب العائلي وحب الصداقة، كما حرص المسلسل على بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس المشاهدين، من خلال تقديم حلول مُقترحة لبعض هذه القضايا.
إخراج متميز
تميز مسلسل "كان في كل زمان" بإخراجه المُتميز الذي ساهم بشكل كبير في نجاحه، حيثُ تولى مهمة الإخراج أربعة مخرجين موهوبين هم:"محمد القفاص وسائد بشير الهواري، سيف شيخ نجيب، عيسى ذياب"، وعمل المخرجون الأربعة معًا كفريق واحد، ممّا ساهم في خلق وحدة أسلوبية للمسلسل، ونال إخراج المسلسل إعجابًا كبيرًا من قبل النقاد والجمهور على حدٍ سواء.
برز إبداع المخرجين في قدرتهم على تحويل النصوص إلى مشاهد حية تجذب المشاهدين، حرص المخرجون على تقديم صورة واقعية للحياة في العصور المختلفة التي تناولها المسلسل، فأبدعوا في اختيار كاست العمل بشكل جيد مناسب للأدوار، كما أنهم اختاروا أماكن التصوير وزوايا التصوير والمؤثرات البصرية بعناية فائقة.
أداء عالمي للأبطال
أثبتت الفنانة سعاد عبدالله أنها تستطيع أن تجسد أي شخصية مهما كانت صعوبتها فكان المسلسل يحتوي على شخصيات متنوعة ومختلفة ولكل شخصية ملامحها الخاصة وابدعت سعاد فى تجسيدهم جميعًا ببراعة فائقة فجمعت بين القوة والضعف والحب والكرة والسعادة والحزن فى عمل واحد فتارة رأيناها المرأة الضعيفة المتهمة بالإرهاب وتارة وجدناها المرأة القوية التى تدافع عن حقوق العاملات، كما تألق جاسم النبهان في أدواره المتنوعة، وأظهر قدرته على التلون و الانتقال بين الشخصيات بِسهولة.
وقدم صلاح الملا أداءً مُقنعًا في مختلف الأدوار التي لعبها، وأثبت موهبته الكبيرة وتجربته المُتميزة، وابدع سليمان الياسين في تجسيد الشخصيات المُختلفة، وقدم أداءً هادئًا مُتأنيًا نال على إعجاب الكثيرين،وأظهرت إلهام الفضالة قدرتها على التعبير عن المشاعر بِصدق وإتقان، وتألقت شجون الهاجري في أدوارها الشبابية، ونالت إعجاب الجمهور بِجمالها وحضورها المميز.
الموسيقى التصويرية جمعت بين الحديث والتقليدي
قدم الموسيقار جمال القائد مقطوعات موسيقية للمسلسل غاية فى التميز والروعة، بالإضافة إلى التتويج الرائع لصوت وطن النهار الفنان عبدالكريم عبدالقادر من خلال كلمات كتبها الشاعر ساهر ولحنها مشعل العروج ليقدموا شارة سخية تليق بهذا العمل وتضيف إليه الكثير، لذلك لعبت الموسيقى التصويرية دورًا هامًا في نجاحه، حيثُ ساهمت في خلق أجواء مميزة لكل مشهد، وعكست مشاعر الشخصيات وأحداث القصة.
و تولى عدنان عبدالله مهمة توزيع الموسيقى التصويرية للمسلسل، وهو موسيقي وملحن كويتي مشهور، له العديد من الأعمال الناجحة في الدراما التلفزيونية كما قامت هبة مشاري حمادة بكتابه كلمات أغاني المسلسل، وهي كاتبة وشاعرة كويتية، اشتهرت بأعمالها الدرامية المميزة، وشملت المقطوعات موسيقى عربية تقليدية وموسيقى حديثة، ممّا أضفى عليها تنوع.
تاريخ النشر 09 أغسطس 2024
أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.ممثلي كان في كل زمان
-
سعاد عبدالله
-
جاسم النبهان
-
صلاح الملا
-
سليمان الياسين
-
إلهام الفضالة
-
شجون الهاجري
-
يعقوب عبدالله
-
مرام البلوشي
كاتب كان في كل زمان
مخرج كان في كل زمان
-
محمد القفاص