فتاة المصنع

 هيام، فتاة تعيش في حي فقير، تعمل بجد في مصنع ملابس كباقي فتيات حيها لمساعدة عائلتها على مواجهة صعوبات الحياة. لكن القدر يُخبئ لها مفاجأة تغيّر مسار حياتها حين تُغرم بشاب من طبقة أكثر ثراءً.

شارك

تفاصيل فتاة المصنع

شركة الإنتاج داي دريم للإنتاج الفني

موقع التصوير مصر

اللغة العربية

المدة 01:26:43

منصات البث

منصة Shahid

قصة فتاة المصنع

 هيام، فتاة في مقتبل العمر (21 عامًا)، تعمل بين طيّات الملابس الجاهزة في مصنعٍ يجمعها بفتيات أخريات، بحيث تتشاركنّ حلماً بسيطاً، وهو الهروب من العمل الشاق إلى عالم الزواج الذي يُمثّل في مخيّلتهنّ تذكرة إلى حياة رغيدة جديدة خالية من المشقّات.

تُغني سعاد حسني في أذانهنّ أغنية "بمبى بمبى بمبى" فتلهب خيالات الفتيات وتُضفي على أحلامهنّ لمسة من الرومانسية والأمل. ففي كلمات الأغنية، ترى هيام وصديقاتها انعكاساً لأحلامهنّ، حلم حياة رغيدة مليئة بالحب والسعادة، بعيدة عن قسوة الواقع وظروف العمل الصعبة.
تُخبّئ سماء هيام وراء سحاباتها الورديّة شمساً قاسية وحياة قاسية في حيّ عشوائي للفئات المهمّشة، حيث تعيش مع والدتها عيدةَ الدلالة، التي تزوجت من ابن عمّها مصطفى بعد وفاة والد هيام، وأنجبت منه ابنتها الثانية بسمة التي تعمل أيضاً مع هيام في المصنع.

تتردد سميرة على عيدة بصفة دائمة وهي أختها المطلّقة وذلك بصحبة ابنتها مروة المُتمردة، تعمل سميرة ليلا في سنترال خاص، بينما تمارس عمل الخادمة في البيوت سرًّا خلال ساعات النهار، وتشارك هيام التي تعمل لمساعدتها أحياناً سرّها. تُعاني سميرة من وحدة العيش دون رجل رفيق، وتضطرّ إلى تحمل تحرشات صاحب السنترال لها.

دخل صلاح، الشاب الوسيم، مصنع الملابس الجاهزة كعامل جديد يُشرف على الآلات، حاملاً معه نسيم تغيير هزّ قلوب الفتيات العاملات في المصنع. لم يفُت هذا الحدث على هيام، فكانت كالفراشة التي تجذبها الألوان الزّاهيةُ، حيث رأت في صلاح فارس أحلامها المنتظر، فنصبت هيام شباكها حول صلاح، مُحاولة التقرّب منه ومعرفة رقم هاتفه ثم استغلّت حاجته لإجراء عملية في المستشفى وذهبت مسرعة لزيارته في المستشفة ثم في منزله مُقدّمة له ولأهله خدماتها بكلّ طيبة خاطر. لكنّ أم صلاح لم تُرحب بهيام، ونظرت إليها كخادمة من طبقة أدنى من طبقتهم.

قامت هيام في إحدى الأيام بالتسلّل إلى شقة صلاح حتى وقعا في قبلة عاطفية طويلة، لكن فرحةَ هيام لم تدم طويلاً، حيث تفاجأت بشقيقةُ صلاح ووالدته التي شكرتها على مساعدتها، وطلبت منها في الوقت نفسه عدم الحضورِ مرّة أخرى. عاشت هيام في حلم جميل، مُوهمة زميلاتها، بطريقة غيرِ مباشرة، بأنّها حامل، فاتّخذت من الإغماء وسيلة لجذب الأنظار تاركةً اختبار حمل وهمي في حمام المصنع. فتوجّهت الأنظار نحو الرجل الوحيد في المصنع وانهارت أحلام هيام، بعد أن تعرّضت لرفض صلاح، وواجهت سخرية زميلاتِها. فكيف تعايشت هيام مع هذا الوضع المؤلم؟ هل استسلمت لليأس؟ أم أنّها سعت لمواجهة الواقع بكلّ شجاعة؟ هل هي فعلاً حامل؟ أم أنّ كذبها كان مجرد محاولة فاشلة لجذب الانتباه؟

 

ما وراء الشاشة

أسماء حلمي

أسماء حلمي

Journalist

سعاد حسنى تعود من جديد.. أسباب تجعلك تشاهد الفيلم المبهج "فتاة المصنع"

 

فيلم "فتاة المصنع" يمنحك السعادة والبهجة بالرغم من أنه يرصد معاناة المجتمع البسيط الذي يعاني من الفقر، والفتيات المهمشين الذين يعملون فى المصانع ويحلمون بالحب والاستقرار والحياة الأفضل، يرصد الفيلم أحلامهم البسيطة فى فسحة أو فستان جديد ويدمج مشاعر عديدة منها الحب والكراهية والكبرياء والقهر والظلم فى مشاهده، وبالرغم من تنوع المشاعر تجد نفسك سعيدًا خلال مشاهدة الفيلم، فالمخرج محمد خان بلمساته السحرية أضاف للمعاناة بهجة وسعادة فلا تفوت مشاهدته.

 

سعاد حسنى أيقونة البهجة

اعتمد المخرج محمد خان على صورة الراحلة سعاد حسني في الفيلم، لأنها في وجدان البنت المصرية والعربية، أضاف صوت سعاد حسنى السعادة على الفيلم حيث تم توظيف مقاطع من تسع أغنيات لسعاد حسني وهم "سيداتي آنساتي ..سادتي، ياواد يا ثقيل، آه ..يا هوى، الحياة بقى لونها بمبي، منتش قد الحب يا قلبي ، الدنيا ربيع، حبيبي أنت يا فيلسوف، شيكا بيكا، يا بحر الهوى"، نجد أن المخرج أراد أن يبرز مظاهر التشابه والاختلاف بين زمانين مختلفين؛ وتتمثل مظاهر التشابه في مرح الشابات ورغبتهن في الترقي الاجتماعي وتتجلى مظاهر الاختلاف في التحفظ والمحافظة الاجتماعية.

 

انتصار النهاية يجعلك تشاهد الفيلم عدة مرات

هذا الفيلم يستحق المشاهدة مرة بل مرات، في النهاية انتصرت "هيام" على المجتمع الذي حاول أن يكسرها، في مشهد هي الوحيدة بين كل الحاضرين فيه، تحلق في سماء الأمل، وكأنها تقر بتمسكها بسلاح المقاومة في مواجهة القهر والتسلط، ترقص وهى مرفوعة الرقص فى فرح من خذلها وتسبب فى قهرها وظلمها، ترقص وكأنها تعلن للعالم أنها قادرة على التحليق والمواجهة والسعادة بمفردها.

 

واقعية ومتعة بصرية

يقدم خان من خلال الفيلم متعة بصرية ذات محتوى، حيث اعتمد على الألوان المبهجة فى أغلب المشاهد وتصوير النيل والحدائق ومناطق وسط البلد، واختار المنطقة الاساسية الشعبية بجانب القلعة لتضيف للفيلم واقعية ملموسة فكان شكل الحارة الشعبية الضيقة يجسد الفقر الذي يعيشه الابطال والبلكونات المتقاربة التي يتحدث من خلالها الجيران ويشاهدون بعضهم البعض، لتعرض ياسمين رئيس فستان زفاف والدتها وهى ترتديه لجارتها وصديقتها ليمثل المشهد حلم كل فتاة والفرحة العارمة للفتيات عبر الشرفات ليعبر المخرج عن أحلامهن البسيطة ومدى التقارب بين الجيران فى تلك الطبقة الاجتماعية.

اختار خان ملابس مناسبة لجميع كاست الفيلم فكانت ملابس فتيات المصنع تشبه البيئة التي يعيشون بها فتشعر أنك تعيش معهم داخل بيوتهم البسيطة جدا.

 

ياسمين رئيس بطلة التحدي

استطاعت ياسمين رئيس من خلال دور "هيام" أن تثبت أنها ممثلة رائعة وبطلة لفيلم وحدها وجسدت دور الفتاة التي تعيش مع أمها وأختها وزوج والدتها في حارة شعبية تقع في غرام مشرف المصنع الجديد "المهندس صلاح"، ودمجت بين مشاعر الحب والحزن واللهفة والفرحة والخذلان في مشهد واحد عندما كانت سعيدة للغاية لمقابلة حبيبها الذي خذلها بعدم اعترافه بعلاقتهما وانكار كل المشاعر وخطبته لفتاة أخرى، كما أن مشهد ياسمين وهى تقوم بإلقاء نفسها من البلكونة بسبب ظلم أهلها لها وقص شعرها كان رائع وتعبيرات وجهها رغم صمتها كانت كفيله بإيصال كل مشاعر الخذلان والحزن والقهر دون دموع أو صراخ.

ومن أجمل لقطات الفيلم شعور هيام بالإهانة بعد أن أعطتها والدة المهندس صلاح 20 جنيها نظير رعايتها لابنها، فشعرت البطلة أنها أكثر تدنى من حبيبها وأسرته لتقول هيام بمرارة لخالتها "سميرة": "إنتى اللى خليتينى أبقى خدامة" لتكون جملة فارقة ويبدع خان في كادر هذا المشهد ليصور النجفة التي تنظفها تحتل ثلثي الكادر وبطلة العمل الثلث الآخر ليعبر عن مدى تهميشها و شعورها بالإهانة.

 

ميلودراما لا تنتهي

يحتوي الفيلم على مشاهد عديدة تجسد ميلودراما من خلال وقوع هيام ضحية أقاويل تصل لحد اتهامها بالحمل غير الشرعي، وتتصاعد الأحداث في انتقام عائلتها منها دون التأكد من حقيقة الاتهام، ومحاولة إجبار حبيبها على الزواج منها ثم اثبات برائتها بعد تعذيبها.

 

علاقات متشعبة

جسد العمل علاقات عديدة مثل الحب والصداقة والجيران وزملاء العمل، وكانت من أغرب العلاقات بين "أم هيام" عايدة ولعبت دورها الممثلة سلوى خطاب وزوجها وهو ابن عمها، فهي تكبره بالسن، ولكنها تبذل ما في وسعها لتبقى شابة وأنثى بنظره، لكنه يثور عليها بعد فضيحة هيام المفتعلة ليمارس سلطته في رد الاعتبار والشرف.

 

معاناة المرأة المطلقة

يقدم الفيلم صورة أخرى لذلك الرجل الذي يستغل المرأة المطلقة كما حدث مع خالة هيام "سميرة" فهي تقاوم الوقوع في الحاجة للعاطفة والحنان حتى النهاية وسط استغلال ومحاولات استمالتها من قبل المحيطين بها مع معاناتها بسبب نظرة سكان الحارة الدونية لها لكونها مطلقة بدون رجل تقف وتعمل حتى وقت متأخر انتقادات واشاعات حولها تؤذي نفسيتها رغم ادعائها أنها لا تبالي.

كما عرض الفيلم بشكل مؤثر حالة الحرمان والاستلاب التي تعيشها البطلة "هيام"، فحياتها محصورة بين العمل والمنزل، وتحلم بحياة أفضل خارج هذا الواقع المأساوي، وباقى زملائها الفتيات، كما سلط الضوء على الفوارق الطبقية في المجتمع المصري، وكيف تؤثر هذه الفوارق على فرص المرأة في الحياة والحب وكأن الطبقة البسيطة محرم عليها الحب والحياة وتواجه صعوبات كبيرة في تحقيق أحلامها بسبب وضعها الاجتماعي.

وأظهر الفيلم الضغوط الاجتماعية التي تواجه المرأة للزواج في سن مبكرة، وكيف يؤثر ذلك على خياراتها ورغباتها الشخصية كما حدث مع سيدات الحارة، ويعكس التمييز الذي تتعرض له المرأة في المجتمع المصري، سواء في مكان العمل أو في العلاقات الاجتماعية، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها البطلة إلا أنه يقدم رسالة أن الأمل فى الحياة لا ينتهى أبدًا، واعتمد الفيلم على الرمزية للتعبير عن بعض الأفكار والمعاني، مثل استخدام مصنع الملابس كرمز لواقع المرأة المضغوط.

يمكننا القول أن العمل أثار نقاشًا واسعًا حول القضايا التي تناولها، مما ساهم في رفع مستوى الوعي بها، وساهم في تغيير النظرة إلى المرأة العاملة، ودفع المجتمع إلى إعادة التفكير في بعض الممارسات والتقاليد.

 

تاريخ النشر 11 يونيو 2024

أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.

ممثلي فتاة المصنع

  • ياسمين رئيس

    ياسمين رئيس

  • هاني عادل

    هاني عادل

  • سلوى خطاب

    سلوى خطاب

  • بتول الحداد

    بتول الحداد

  • رغدة سعيد

    رغدة سعيد

  • إبتهال الصريطي

    إبتهال الصريطي

  • خيري بشارة

    خيري بشارة

  • سعاد القاضي

    سعاد القاضي

  • ريهام دسوقي

    ريهام دسوقي

  • نهى فؤاد

    نهى فؤاد

  • هبة يسري

    هبة يسري

  • ماجدة منير

    ماجدة منير

  • مريم المحلاوي

    مريم المحلاوي

  • وفاء الشرقاوي

    وفاء الشرقاوي

  • إبراهيم صلاح

    إبراهيم صلاح

  • خلود عيسى

    خلود عيسى

  • سلافة غانم

    سلافة غانم

  • حنان الفيومي

    حنان الفيومي

  • رزق رمضان

    رزق رمضان

  • فاطمة حسن

    فاطمة حسن

  • يسرية المغربي

    يسرية المغربي

  • جهاد مهدي

    جهاد مهدي

  • منة الليثي

    منة الليثي

  • نورهان عماد الدين

    نورهان عماد الدين

  • سمر عبدالوهاب

    سمر عبدالوهاب

  • حنان عادل

    حنان عادل

  • لانا مشتاق

    لانا مشتاق

  • سلمى دهب

    سلمى دهب

كاتب فتاة المصنع

  • وسام سليمان

    وسام سليمان

مخرج فتاة المصنع

  • محمد خان

    محمد خان