الفيل الأزرق 2

 ما الإضافة التي ستجدها في الجزء الثاني من الفيل الأزرق؟

إذا كنت من محبي الرعب والإثارة فلا تترد أن تشاهد رائعة الكاتب أحمد مراد فى فيلم "الفيل الازرق" الجزء الثاني، فلا يمكنك أن تغمض عينيك لحظات خلال المشاهدة من شدة التشويق، ساعات محدودة تجعلك تبحر فى عالم الجن والأحلام والخيال، وينتمي الفيلم بوضوح إلى سينما الرعب، لكن تكمن المشكلة في مصدر هذا الرعب، وهو الجني "نائل" الذى يساهم فى تصاعد الأحداث، فلا تفوت مشاهدة الفيلم الجذاب.

يُكمل مسيرة نجاح الجزء الأول

إن كنت ستشاهد الجزء الثانى من الفيل الأزرق ننصحك بمشاهدة الجزء الأول الذى حقق نجاحاً جماهيريًا ساحقاً وعلى مستوى النقد، فجاء الجزء الثانى ليستكمل مسيرة النجاح بل وضاف لها مزيد من التفوق والتميز، وأثبت المخرج مروان حامد أنه متمكن من أدواته الإخراجية وابداعه المستمر واختياره للأبطال الذين أضافهم للعمل مثل هند صبري وإياد نصار كان اختيار متميز ساعد على النجاح وأخرج لنا فيلم يجبرك على الانتظار للحظة الأخيرة بنفس درجة الإثارة والتشويق، والرغبة فى معرفة الأحداث ونهايتها.

الأحداث المثيرة والغريبة سر التشويق

طوال الفيلم تسير الأحداث بشكل غير متوقع وهناك مفاجأت فى كل مشهد، بحيث تدخلنا إلى عالم مختلف وأحداث مثيرة، و ترتفع وتيرة التشويق فى كل دقيقة في الفيلم لدرجة تحبس الأنفاس وتجعلك تشعر بأنك داخل عالم الجن وتريد معرفة المزيد عنه فكان مشهد ولادة السيدة زوجة "نائل" الذي يمثل الجن في الفيلم، مشهد قاطع للأنفاس ويحمل من الرعب الكثير، على عكس أعمال الرعب المعروف نهايتها فكان الجزء الثانى أحداثه مبهمة وغريبة لا يمكن توقع نهايتها، وترك لنا الكاتب فرصة أيضًا لانتظار أجزاء جديدة من العمل كما فعل في الجزء الأول.

فزع كريم عبدالعزيز يجعلك جزءاً من العمل

جسد كريم عبدالعزيز دور "دكتور يحيى راشد" ببراعة شديدة وحرفية تفوق الجزء الأول الذى حقق نجاحاً ساحق، فنرى يحيى الذي في أول ظهور في الفيلم وهو تائه، مخمور، يعود إلى بيته شاردا بعد غياب، بالرغم من زواجه من حبيبته "لبنى" ومع تطور الشخصية يزداد تمكن كريم عبدالعزيز من مفاتيح الشخصية وأكثر المشاهد التى بدت صعبة عندما يحاصر كريم بالخيالات والأحلام الغريبة، فنرى الفزع فى أقصى صورة لها دون الحاجة للصراخ أو البكاء بل يتمكن كريم بملامح وجهه أن يجسد الفزع و التشتت والقلق بسلاسة رهيبة، فيجعلك كمشاهد تقلق وتنتظر الأحداث مع البطل وكأنك جزء من الصورة بشكل ما.

أزال الستار عن غموض الجزء الأول

استكمال الحكاية في جزء ثانٍ أزالت الستار عن غموض مصدر التهديد والرعب في حياة البطل، وكان التركيز الأكبر على أهدافه وجذوره دون الحاجة إلى الإغراق في التعريف بتفاصيل عالم البطل الذي نعرفه، وهو ما تم التعامل معه بحذر وعدم إغراق في الجزء الجديد.

هند صبري وإياد نصار إضافة رائعة

دائما ما تكون الشخصيات الجديدة في أفلام الأجزاء المتصلة هي الطرف الغريب الذي يقلق المشاهد من وجودهم وخاصة إذا ارتبط بشخصيات الجزء الأول فدائمًا يتوقع أن الإضافات أو التغيير للشخصيات يفسد العمل، وعلى عكس المتوقع كانت إضافة الفنانة هند صبري والفنان إياد نصار جيدة للغاية وأضافت للعمل نجاح ساحق، جسد أياد نصار دور "أكرم" الذى يقود البطل "يحيى" إلى عالم المستشفى ولا يتطور دوره في الأحداث بصورة كبيرة ولكنه جسد الدور بشكل هادئ ورزين، وجسدت الفنانة هند صبري دور "فريدة" المحور الرئيس لدفع الأحداث وتطورها، واستطاعت هند صبري أن تُغذي الفيلم فى كل مشهد لها بالإثارة والرعب والغموض والشك بتمثيلها الرائع ونظرات عيونها وحركات جسدها فجسدت المريضة النفسية بشكل رهيب وثيابها البيضاء كانت اختيار جيد لإيصال تفاصيل الشخصية وكانت أغلب مشاهدها فى غرفة العزل، ونرى تقلب ملامحها بين الابتسام والانتفاض والجنون والشر مما يثير الرعب والشفقة فى نفس الوقت، وكان المشهد المميز لها هو نهايتها فأبدعت هند فيه وهى تحكى قصة قتل ابنتها وزوجها ببراعة ممثل محترف جعلنا نتعاطف ونبكى معها.

لقطات "close Shot" لإثارة الرعب

أبدع المخرج مروان حامد فى تصوير العمل واختيار كادرات واماكن التصوير وملابس الممثلين وخاصة زوايا تصوير لقطات "close Shot" فكانت خاطفة للأنفاس وتجعلك جزء من الحدث وخاصة مشاهد عالم الجن المرعب الذى يجعلك جزء منه وتعيش مشاعر يحيي وكأنك تناولت حبوب الفيل الأزرق معه فتتسارع نبضات قلبك وتشعر بالرغبة فى التعمق لمعرفة المزيد عن هذا العالم.

تاريخ النشر 23 مايو 2024