مسلسل يعكس معاناة النساء في الوطن العربي.. فلا تفوت مشاهدة "ع أمل"
نرشح لك المسلسل اللبناني الناجح 'ع أمل'، فهو عمل موجه لكل عربي، سواء كان رجلًا أو سيدة. يناقش المسلسل المعاناة الأنثوية بأسلوب درامي مؤثر، ويعرض بشكل ثري الحكايات والتحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع العربي، ومدى تأثير ذلك على جسدها ونفسيتها. يتميز المسلسل بمزيج من التشويق والإثارة، مما يجعلك تتابعه حتى الحلقة الأخيرة دون شعور بالملل.
تجربتي الشخصية مع المسلسل
أهتم كثيرًا بقضايا العنف ضد المرأة، لذا منذ الإعلان الأول عن هذا المسلسل شعرت أنه يوافق ميولي وأهدافي، ما جعلني أكثر حماسًا لمتابعته مقارنة بأي عمل آخر، خاصةً أن بطلته هي نجمتي المفضلة ماغي بو غصن.
فاق المسلسل توقعاتي؛ فهو عمل متكامل ومبدع. أبهرني كيف عكس واقع قضية هامة، فلم أكن أعلم أن هناك تمييزًا كبيرًا ضد المرأة في بعض القرى اللبنانية. الأحداث كانت مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة لي، مما فتح عينيّ على القضايا العديدة التي تحتاج إلى مناقشة في المجتمعات العربية من خلال الدراما للتوعية. جسد المسلسل اضطراب النساء الناتج عن العنف الجسدي والنفسي، ورغم نجاح 'يسار' في الهروب والعمل كمذيعة تلفزيونية تنقل معاناة النساء، إلا أن معاناتها بقيت محفورة في قلبها، وكأن كل صفعة تعيدها إلى تاريخ عائلتها المعنِّفة الذي لم تخرج منه أبدًا.
تأثرت كثيرًا مع كل مشهد قاسٍ يعكس واقع الحياة في لبنان، التي لا تختلف كثيرًا عن باقي دول الوطن العربي. أتمنى أن تكون هناك نهاية لهذا القهر الذي تعاني منه بعض الفتيات، فبالرغم من التطور، لا تزال بعض العائلات تمارس العنف ضد بناتها.
أبكاني مشهد تعنيف سيف لزوجتيه وضربهما بالحزام، فيما كانتا عاجزتين عن الدفاع عن نفسيهما، بموافقة الشقيق الذي اعتبر أن هذا العنف حق طبيعي للصهر، وكأن غياب السند أمر مسلّم به. كان هذا المشهد موجعًا للغاية لدرجة أنني لم أستطع كبح دموعي، وكأنني أنا من أتعرض لهذا العنف.
المسلسل له تأثير درامي عبقري، أنصح بمشاهدته. وليس معنى أنه يناقش قضايا النساء أنه غير موجه للرجال؛ على العكس، هو موجه لكل فئات المجتمع، ويحتوي على رسالة توعوية هامة جدًا للشباب.
الإعلان الرسمي لمسلسل "ع أمل"
المصدر: https://www.youtube.com/@ShahidVOD
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
نال أداء ماغي إعجاب الجمهور بشكل لافت، وأشادوا بها في التعليقات. كتب لها الآلاف من المعجبين معبرين عن دهشتهم من أدائها، حتى أنهم استنكروا أن يُطلق على ما قدمته مجرد تمثيل، واعتبروه إبداعًا خالصًا. خاصةً عندما نشرت مشهدًا وهي تبكي، حيث قالت لها إحدى المعجبات:"انتي خطيرة مبدعة بكيتينا بكي حقيقي بتمنى شي يوم شوفك عالواقع و قلك اديش بحبك".
المصدر: https://www.instagram.com/reel/C5WeF-fKuhM/?hl=ar
احتفل نجوم العمل بكون المسلسل الأول في لبنان وضمن أكثر 10 أعمال مشاهدة في العالم العربي وحول العالم. وقد تفاعل النجوم بشكل لافت، معبرين عن إعجابهم الكبير بالمسلسل وهنأوا أبطاله على هذا العمل الرائع، كما وصفوه. وعلق أحد المعجبين قائلا : "مليووون مبرووك نجاح هالمسلسل الي مكسر الأرض بأصدائه الحلوة فخوره فيكي و بنشوف حالنا فيكي".
خلال عرض حلقات المسلسل، كان هناك تفاعل كبير من رواد السوشيال ميديا مع صفحات النجوم، حيث توقعوا ما ستكشفه الحلقات التالية وأشادوا بكل حلقة على حدة.
بعد أن شاهدنا "ع أمل"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- فريق عمل عبقري
- إبداع رامي حنا في إخراج بناء درامي متماسك
- يعكس معاناة النساء في الدول العربية
- موسيقى تصويرية مشحونة بالتوتر والإثارة
فريق عمل عبقري
توحدت الفنانة ماغي بو غصن مع شخصية 'يسار' وامتزجت بها عاطفيًا وفكريًا ونفسيًا، لدرجة أن المتابعين للمسلسل شعروا بالغضب أحيانًا من قراراتها غير المتزنة وتصرفاتها الانفعالية. جسدت ماغي شخصية تفتقر إلى حنكة المذيعة التي تلعب دورها، وذلك بسبب الخلفية النفسية للشخصية، التي عانت من العنف الذكوري منذ طفولتها. أحيانًا تظهر 'يسار' على أنها غير صبورة، وهي سمة يمكن أن تولد صراعًا لا نهاية له.
تميزت الفنانة مهيار خضور في تقديم شخصية 'نبال' المحاطة بالخداع، سواء كان متعمدًا أو لا شعوريًا، مما جعل المشاهد يشعر أن وراء ذلك أسبابًا نابعة من التجربة الإنسانية. استطاعت مهيار أن تكسب تعاطف الجمهور إلى أقصى درجة. أما شخصية 'جلال' التي أداها الفنان بديع أبو شقرا، فقد تميزت بالرجولة والقدرة على التحمل والاحتواء، وشهدت الشخصية تطورًا دراماتيكيًا خلال الحلقات. تمكن بديع من السيطرة على مفاتيح الشخصية في كل مراحلها.
أبدع الفنان عمار شلق في تجسيد شخصية 'سيف' المتزمتة والذكورية العنيفة، وهي شخصية لا تتحكم في عواطفها، ومن المتوقع أن تشهد تغييرًا في أسلوب تعاملها مع الصراعات، حيث تتعامل مع الأمور بشكل مختلف عن الشخص الذي يتمتع بضبط النفس. قدم عمار نموذجًا متقنًا لشخصية أنانية تخدم ذاتها وتتمتع بالغرور، وذلك ببراعة واحترافية.
إبداع رامي حنا في إخراج بناء درامي متماسك
تميز المسلسل بإخراج متقن أضاف عمقًا إلى القصة وشخصياتها. أبدع المخرج رامي حنا في بناء درامي متماسك ومتدرج، حيث استطاع الحفاظ على التشويق والإثارة طوال الحلقات مع تقديم تحولات درامية مفاجئة ومؤثرة. استغل المخرج الأجواء المحيطة والمناظر الطبيعية بشكل فعّال، مما أضاف للقصة أبعادًا أكثر واقعية. كما نجح في إيصال المشاعر والعواطف بشكل قوي ومؤثر. وكان اختيار طاقم العمل مميزًا وملائمًا للشخصيات.
يعكس معاناة النساء في الدول العربية
أبدعت الكاتبة نادين جابر في كتابة سيناريو المسلسل بدقة واحترافية، واستطاع العمل أن يحجز مكانًا خاصًا في قلوب المشاهدين بفضل قصته المشوقة وأدائه المتميز. حافظت نادين على مستوى عالٍ من التشويق طوال الحلقات، حيث تتوالى الأحداث بشكل متسارع، وتتشكل التحالفات وتتحول باستمرار، مما يجعل المشاهد يتطلع بشغف لمعرفة ما سيحدث في الحلقات القادمة.
نجحت الكاتبة في بناء القصة حول مجموعة من الأسرار التي يتم الكشف عنها تدريجيًا، ما زاد من تعقيد الأحداث وأثار فضول المشاهدين. وتمتاز الشخصيات في المسلسل ببناء واقعي ومقنع، حيث تتمتع كل شخصية بدوافعها وأهدافها الخاصة، مما يجعل تصرفاتها منطقية. شهدت الشخصيات أيضًا تطورًا ملحوظًا على مدار الحلقات، فتغيرت نظرتهم إلى الحياة واتخذوا قرارات مصيرية، مما أضاف عمقًا إلى شخصياتهم.
تدور أحداث الدراما في المسلسل بين مجتمعين متباينين: الأول مجتمع ذكوري مهيمن، والآخر تتواجد فيه المرأة كشريك فعال له حقوق وواجبات. يتناول المسلسل قضايا جريئة تعاني منها النساء في العالم العربي، أبرزها العذرية، جرائم الشرف، وحقوق المرأة في اتخاذ القرارات وإثبات وجودها. كما ناقش العنف الأسري والفساد. تستكشف الكاتبة كيف تواجه الشابات مآسيهن، وكيف يتعاملن مع الحزن بطرق متباينة ظاهريًا، لكن في النهاية يجدن العزاء في اتحادهن، كما تجلى في وقوفهن ضد 'سيف' لصالح 'يسار'.
يسلط المسلسل الضوء أيضًا على التحديات اليومية التي يواجهها الأفراد، مثل الصراع من أجل لقمة العيش، البحث عن عمل، والتعامل مع المشاكل المادية. كما يناقش العلاقات الأسرية، الصداقات، والجيران، وتأثير هذه العلاقات على حياة الشخص. إضافةً إلى ذلك، تناول المسلسل طموحات الشباب وآمالهم، والصعوبات التي تقف في طريق تحقيقها.
موسيقى تصويرية مشحونة بالتوتر والإثارة
لعبت الموسيقى التصويرية للمسلسل دورًا حاسمًا في تعزيز المشاعر والأجواء التي أراد المخرج إيصالها للمشاهد. استخدمت الموسيقى لتضخيم العواطف التي تعيشها الشخصيات وساهمت في بناء الأجواء المناسبة لكل مشهد. كانت مشحونة بالتوتر والإثارة في معظم الحلقات، تماشيًا مع قصة المسلسل التي ترصد المعاناة بشكل كبير. كما ساعدت الموسيقى في ربط المشاهد ببعضها وخلق شعور بالترابط بين الأحداث المختلفة. وكانت متناغمة مع الصورة بشكل مثالي، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من العمل.
اقتراحات مسلسلات مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك العديد من المسلسلات العربية التي تناقش قضايا المرأة وترصد معاناتهن يمكنك متابعتها لما لها من تأثير درامي مماثل لمسلسل "ع أمل" مثل:
- مسلسل "تحت الوصاية"
- مسلسل "عملة نادرة"
- مسلسل "الأمهات العاملات"