دراما اجتماعية واقعية يأخذك لصراعات الحماة والكناين.. فلا تفوت مشاهدة المسلسل الخليجي "بين الكناين"
نرشح لك المسلسل الكويتي 'بين الكناين'، فهو يجمع بين التراجيديا والكوميديا في عمل واحد من خلال مواقف الأم مع زوجات أبنائها. يتميز المسلسل بأنه مناسب للعائلة، حيث يخلو من مشاهد العنف أو المشاهد المسيئة التي لا تناسب الأطفال. إنه مسلسل اجتماعي خفيف يناقش مشاكل اجتماعية واقعية ومنتشرة، يعالجها أحيانًا بشكل كوميدي وأحيانًا بشكل جاد.
تجربتي الشخصية مع المسلسل
كان انطباعي الأول عن مسلسل 'بين الكناين' أنه مسلسل اجتماعي واقعي يناقش أزمات تدخل الأهل في حياة أبنائهم، والمشاكل المستمرة بين الحماة والكناين. لكن فاجأني أن المسلسل تناول قضايا أعمق من المشاكل الاجتماعية المعتادة، حيث تطرق إلى تعدد الزوجات وتأثيره على استقرار الأسرة، وكذلك رفض المجتمع لزواج الأرملة.
كل حلقة كانت تحمل مفاجأة جديدة. ورغم قسوة شخصية طيبة، إلا أنني تعاطفت معها في الحلقات الأخيرة بعد خيانة فيصل لها ونصبه عليها.
شخصية ميعاد فاجأتني لما أظهرته من قسوة وكراهية وإجرام، رغم أنها نجحت في بداية المسلسل في إخفاء حقيقتها السيئة.
تعاطفت بشدة مع شخصية أحمد، وبكيت في العديد من مشاهده. فكرة أن يعيش الشخص حياة يشك فيها بأقرب الناس له فكرة قاتلة وقاسية. وبكيت أيضًا على نهايته المأساوية بعد قتله لزوجته حور وأبنائه.
أعتقد أن المسلسل نجح في خلق الإثارة والتشويق، حيث كنت حريصة على متابعة الحلقات حتى النهاية لحل ألغاز جريمة القتل واختفاء الجثة. الوصول إلى حل غير متوقع تمامًا كان نجاحًا كبيرًا للمسلسل.
مقدمة مسلسل "بين الكناين"
المصدر: https://www.youtube.com/@ggroupkwt
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
تحمّس الجمهور وتفاعلوا مع كل حلقة أثناء عرضها. جاءت تعليقاتهم مليئة بالإشادة، حيث وصفوا المسلسل بأنه رائع، مميز، وجذاب. تساءل الجمهور عن إمكانية إنتاج جزء ثانٍ من المسلسل بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، وطلبوا من النجوم عبر التعليقات الإسراع في تقديم الجزء الثاني في أقرب وقت.
أشاد المشاهدون بأداء شخصية طيبة، حيث سألتهم الفنانة زهرة عرفات عن رأيهم في أدائها عبر صفحتها على إنستجرام، وعبّروا عن إعجابهم بتمثيلها الذي وصفوه بأنه جميل ومقنع.
بعد أن شاهدنا "بين الكناين"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- عرض سلبيات تدخل الأهل في حياة الأبناء
- إخراج يتميز بالاحترافية والكفاء
- نجوم العمل سر حب الجمهور له
عرض سلبيات تدخل الأهل في حياة الأبناء
حظي المسلسل بشعبية واسعة في الوطن العربي، لأنه يناقش العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية الهامة التي تلامس حياة الناس في المجتمع الخليجي. كانت الواقعية العامل الأكبر الذي جذب المشاهدين لمتابعة العمل. يسلط المسلسل الضوء على التحديات التي تواجهها العائلات العربية، ويساهم في إثارة النقاش حول قيم مثل العائلة، والتضحية، والحب، والزواج.
ركز الكاتب علي الدوحان، مؤلف العمل، على مناقشة عدة قضايا جوهرية، منها العلاقات الأسرية بين أفراد العائلة، مثل العلاقة بين الزوج والزوجة، والعلاقة بين الأبناء والآباء، والعلاقة بين الإخوة والأخوات، وكذلك العلاقة بين الحماة وزوجات أبنائها. كما تناول التحديات التي تواجه هذه العلاقات، مثل الخلافات الزوجية، تدخلات الأهل في حياة الأبناء، والغيرة بين الأشقاء.
يحرص الكاتب أيضًا على استعراض جوانب متعددة تتعلق بالزواج، بدءًا من الحب والرومانسية إلى المسؤولية والتضحيات. كما تناول قضايا مثل تعدد الزوجات، الزواج المبكر، والمهور الباهظة. ويحارب من خلال المسلسل بعض الأفكار التي ما زال يعاني منها المجتمع الخليجي، مثل التمييز ضد المرأة، العنف الأسري، وصعوبة التوفيق بين العمل والحياة الأسرية. يحث الكاتب المشاهدين على التفكير وتكوين آرائهم الخاصة، مما جعل المسلسل من الأعمال الدرامية المميزة.
إخراج يتميز بالاحترافية والكفاء
أبدع المخرج المتمكن محمد عبد العزيز الطواله في اختيار فريق العمل للمسلسل، حيث كان الكاست متناغمًا بشكل كبير، مما أضاف للعمل روح التعاون والمحبة. تعاون الطواله مع المخرج يعقوب حميد، الذي تولى مهمة الإخراج المنفذ، وشارك في تنفيذ العديد من مشاهد المسلسل. قدّم حميد مساهمة قيّمة في إنجاز العمل وإخراجه بالشكل المطلوب، وتميز الإخراج بالاحترافية والكفاءة.
اعتمد أسلوب الإخراج على الواقعية، واستخدم تقنيات إخراجية أثرت العمل بصريًا. أجاد المخرج التحكم بإيقاع المسلسل، وتوظيف لغة الجسد وتعبيرات الوجه لدى الممثلين لخدمة الشخصيات. كما أبدع في إبراز الجانب الجمالي للفنانين من خلال العناية بأناقتهم وملاءمة مظهرهم لشخصياتهم وأدوارهم. فاختار ملابس تتناسب مع السياق الثقافي والاجتماعي للعمل؛ على سبيل المثال، ارتدت الفنانة زهرة عرفات الأزياء التقليدية للمرأة الخليجية لتجسد دور الأم التقليدية في تفكيرها وزيها، مع مكياج هادئ وبسيط. أما الفنان علي كاكولي، فقد ارتدى أزياء عصرية تتناسب مع دوره كطبيب، مما يعكس تفكيره المتطور والمختلف.
اختار المخرج أماكن تصوير مميزة لإبراز جمال البيئة الخليجية وتنوعها، وإضفاء لمسة من الواقعية على أحداث المسلسل. تم تصوير العديد من المشاهد الداخلية والخارجية في دبي، خاصة في بيوت أبطال المسلسل ومرافق العمل المختلفة. كما تم تصوير مشاهد في أبو ظبي لإظهار المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى البحرين والسعودية.
كان اختيار الملحن عبدالعزيز لويس للموسيقى التصويرية اختيارًا موفقًا، حيث نجحت الموسيقى في خلق حالة من الانسجام والتفاعل لدى المشاهدين. ساهمت الموسيقى في إبراز مشاعر الشخصيات وأجواء المشاهد من خلال مزيج بين الموسيقى العربية والعالمية. استخدمت آلات متنوعة مثل العود، الكمان، والبيانو، مما عزز مشاعر الحب، الحزن، الفرح، والخوف التي عاشها أبطال المسلسل. ومن أبرز المقطوعات موسيقى النهاية الحزينة التي عبرت بعمق عن مشاعر الألم التي عاشها بعض الشخصيات.
نجوم العمل سر حب الجمهور له
قدّم نجوم العمل أدوارهم ببراعة شديدة ونجحوا في جذب الجمهور، مما جعلهم الدافع الأساسي لمتابعة المسلسل حتى نهايته. برزت الفنانة المخضرمة زهرة عرفات في دور 'طيبة'، الأم القوية والقاسية على زوجات أبنائها، حيث أبدعت في تجسيد مشاعر الأمومة، فجمعت بين القسوة والتضحية والصبر. نالت إشادة واسعة لقدرتها على إيصال مشاعر الشخصية بصدق وتأثير، فتجعلك كمشاهد تتعاطف معها أحيانًا، وتريد الانتقام منها أحيانًا أخرى.
قدّم الفنان يعقوب عبد الله أداءً مميزًا في دور 'محمد'، الابن الأكبر المسؤول والعقلاني. أظهر بمهارة قدرته على التعبير عن مختلف المشاعر، حيث يجمع بين القوة والضعف، ويتميز بالتحول بين الحب والحنان إلى الغضب والقلق في مشهد واحد باحترافية.
تألق الفنان حسين المهدي في دور 'بدر'، الشاب الطموح والمتسرع في نفس الوقت، وأتقن تجسيد شخصية الشاب الذي يواجه صعوبات وتحديات في حياته. أما الفنانة شيلاء سبت، فقد قدّمت دور 'ميعاد' الزوجة المتسلطة القاسية والصعبة، ويبدو أنها اجتهدت في تقديمها، حيث تختلف تمامًا عن شخصيتها الهادئة.
جسّد علي كاكولي دور 'أحمد'، الابن الوسيط الناضج والمتزن، وأظهر مهارات تمثيلية عالية في التعبير عن مشاعر الشخصية المعقدة. نال ثناء النقاد على قدرته في إقناع المشاهد بتقمص الشخصية.
أبدع الفنان عبدالله الطراروة في دور 'سعد'، الابن الأصغر المستهتر، وأضفى لمسة كوميدية خفيفة على العمل مما أضاف له البهجة، وقد أحب الجمهور شخصيته كثيرًا. كما تميّزت الفنانة ريم ارحمة في دور 'مها'، الزوجة الصبورة والحنونة، حيث عبّرت عن مشاعر الحب والتضحية بكل سلاسة وإتقان، وتفاعل المشاهدون معها وأحبوا مشاهدها كثيرًا. وقدّمت غدير صفر أداءً مميزًا في دور 'حور'، الزوجة الثالثة لأحمد، حيث جمعت بين الحب والغيرة، وكان هناك تناغم واضح بينها وبين الفنان علي كاكولي.
اقتراحات مسلسلات مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك العديد من المسلسلات الخليجية التي يمكن متابعتها، حيث تناقش مشكلات العائلات ولها تأثير درامي مشابه، منها:
- مسلسل 'الخراز'
- مسلسل 'الورثة'
- مسلسل 'امرأة تبحث عن المغفرة'