
البيئة الشامية بنكهة أوروبية.. أسباب تدفعك لمشاهدة المسلسل السوري "العربجي"
حقق المسلسل السوري 'العربجي' نجاحًا كبيرًا خلال عرضه في الموسم الرمضاني، متصدراً نسب المشاهدة. المسلسل اجتماعي يعتمد على التشويق والإثارة، لذا لا تفوت فرصة متابعته. إذا كنت من محبي العادات والتقاليد الشامية والحارة الشامية بشكل عام، فإن هذا المسلسل سيحتل مكانة خاصة لديك، حيث تم تصويره داخل الحارة السورية، ويعبر بصدق عن عادات وتقاليد أهلها.
تجربتي الشخصية مع المسلسل
عندما نشر الفنان باسم ياخور بوستر المسلسل، تحمست لمتابعته، فقد كانت ملابس الأبطال في البوستر جذابة للغاية، كما أن اللوك الذي ظهر به باسم ياخور كان لافتًا. بالفعل، كانت الحلقة الأولى موفقة للغاية وجعلتني أستمر في متابعة العمل.
خلال متابعتي، تعرفت على الحارة الشامية بعمق أكبر، فكان هناك مزيج من المتعة الدرامية والبصرية، كما استفدت من معلومات عديدة عن العادات الشامية. إن كنت من خارج سوريا، ستشعر من خلال هذا العمل وكأنك زرت حاراتها وعشت بين أهلها، وهو ما شعرت به أثناء المتابعة.
تعلمت من المسلسل أن الحق ينتصر ما دام هناك من يطالب به، وهذه كانت رسالة العمل الرئيسية التي نجح في إيصالها. وقف عبده في وجه الظلم، ورغم كل المكائد التي تعرض لها، لم يهزم أبدًا. مع كل حلقة، تظهر أحداث جديدة ومشوقة وغير متوقعة، مما يجعل كل يوم أكثر إثارة وتعقيدًا.
في البداية، توقعت أن يناقش العمل أزمة سائقي العربات الكارو والأحصنة باعتبارهم فئة مهمشة، ولكن القضايا التي تطرق إليها كانت أكبر وأعمق، وأهمها بالنسبة لي هي قضية الثأر وتهميش المرأة، وهي قضايا لم أكن أدرك أنها ما زالت مستمرة في المجتمع السوري. لذلك، تغيرت فكرتي عن العمل، وخالف توقعاتي ليقدم ما هو أفضل وأعمق.
شعرت بالملل أحيانًا بسبب الإطالة في بعض الحلقات، لكن سرعان ما انتهى ذلك مع تقدم الأحداث في الحلقات الأخيرة، ويمكن التغاضي عنه نظرًا للإثارة التي كانت تصنعها الأحداث. نصيحتي للمشاهد ألا يمل في بداية المسلسل، بل ينتظر حتى تتصاعد وتيرة الأحداث، ليجد عالمًا من الإثارة والتشويق.
أما عن الحلقة الأخيرة، فلم تكن مرضية بنسبة كبيرة لي، حيث لم تقدم حلولًا للعديد من المشاكل. عادةً، لا أفضل النهايات المفتوحة، ولكن يبدو أن الكاتب أراد تمهيد الطريق لجزء ثانٍ يستكمل نجاح العمل.
الإعلان الرسمي لمسلسل "العربجي"
المصدر: https://www.youtube.com/@GoldenLineProduction
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
نال أداء الفنان باسم ياخور إعجاب الجمهور بشكل كبير، وأشادوا به عبر صفحات السوشيال ميديا ومن خلال التعليقات. فكلما نشر صورة من العمل أو كواليسه، انهالت عليه التعليقات التي تحمل كلمات الثناء على أدائه المتميز في هذا العمل الرائع.
تحمس الجمهور للمسلسل منذ الكشف عن البوستر الخاص به، وعبّروا على صفحات أبطاله عن توقعاتهم بأنه سيكون عملًا جيدًا وسيتابعونه بشغف.
علق أحد المعجبين على صورة نشرها الفنان باسم ياخور، بطل المسلسل، وكتب: "ابدعت استاذ باسم، دورك بالمسلسل رائع وبيوجع القلب.. الله عالظالم.. تحية من القلب".
أحب المشاهدون المسلسل ووصفوه بالرائع، حيث أعربوا عن إعجابهم الكبير به من خلال التعليقات على الصور والفيديوهات المتعلقة بالعمل.
بعد أن شاهدنا "العربجي"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- لمسة الفانتازيا تشوق المشاهد
- مؤثرات خاصة جذابة
- توليفة من أروع النجوم
- عمل يناقش الثأر وكيد النساء
- نهاية غامضة للتشويق
لمسة الفانتازيا تشوق المشاهد
يجمع المسلسل بين الدراما والتشويق، مع لمسة من الفانتازيا التي تزيد من حماسك كمشاهد لمتابعة الحلقات حتى نهايتها. القدرات الخارقة التي يمتلكها 'عبدو العربجي' في حلّ المشكلات ومعاقبة الظالمين تخلق نوعًا من الفضول لمعرفة التحديات الجديدة في كل حلقة وكيف سيتم تجاوزها بطرق مثيرة ومختلفة. بعض الشخصيات في المسلسل تتميز بصفات غريبة، فمثلاً شخصية العربجي تميل للعنف في بعض المشاهد والقوة المفرطة، ومع ذلك نجد التعاطف معه ممزوجًا بالخوف منه. من الصعب الحكم على شخصيته من الحلقات الأولى فقط، حيث يدفعك التشويق إلى متابعة العمل دون توقف.
يمتاز المسلسل بتعدد واضح في القصص التي يعرضها، حيث توجد قصص مترابطة وأخرى منفصلة تمامًا. هذا التعدد يمنح المسلسل عمقًا، فهو يحمل رسائل متعددة لجمهور متنوع من حيث الأعمار والخلفيات الاجتماعية.
مؤثرات خاصة جذابة
أبدع المخرج سيف الدين السبيعي في تقديم عمل ناجح باحترافية عالية، مستخدمًا تقنيات حديثة ومؤثرات خاصة جذابة. تميزت أماكن التصوير، بدءًا من الحارة البسيطة التي تعبر عن الأصالة والتراث، وصولًا إلى الشركات والقصور ذات الطابع الأوروبي، مما أضفى نكهة أوروبية على البيئة الشامية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الموسيقى التصويرية المبدعة في زيادة تفاعل المشاهد مع المسلسل وشخصياته، ما جعل العمل أكثر تأثيرًا وجاذبية.
توليفة من أروع النجوم
أبدع الفنان باسم ياخور في تجسيد شخصية 'عبدو'، الذي يصوره المسلسل كبطل شعبي على أعتاب التحول إلى بطل خارق. وقد أُغْرِبَ في توصيفه كرجل يتمتع بأخلاق حميدة، يدافع عن المظلومين ويسعى لتحقيق العدالة. اعتمد ياخور على الاهتمام بتفاصيل الشخصية، مثل ملابسها وتون الصوت الغليظ، مما أضاف بُعدًا واقعيًا وأثرًا قويًا على أداء الشخصية.
وقد تعلق المتابعون بالمسلسل بفضل تنوع شخصيات الخير والشر التي جسّد أدوارها كل من سلوم حداد ونادين خوري وديما قندلفت.
عمل يناقش الثأر وكيد النساء
لم يخرج السيناريست السوري عثمان جحا عن المألوف في مسلسلات 'البيئة الشامية' التي تتمحور حول المرأة ونظرة المجتمع لها. كما يناقش الكاتب مشكلة 'الثأر' التي ما زالت تعاني منها بعض المجتمعات العربية، ويسعى إلى طرح حلول لها وتبيان مدى خطورتها. خلال حلقات المسلسل، نرى كيد النساء ودوره في تورط الشخصيات بالمشكلات بسبب الحقد والكراهية، ومن أبرز المشاهد عندما تطلب درية من عبدو العربجي تخريب عرس زاهر، وهو الأمر الذي يرفضه عبدو بشكل قاطع.
نهاية غامضة للتشويق
تعمد الكاتب جعل أحداث الحلقة الأخيرة غامضة ومشوّقة لضمان حماس الجمهور لجزء ثانٍ يستكمل أحداث الأول. هذا يعكس احترافية المؤلف في خلق إثارة في الحلقة الأخيرة، حيث شهدت صراعًا قويًا بين أبو حمزة وابنه بسبب فتاة تدعى 'سعاد'. في النهاية، يتزوج أبو حمزة منها، ما يسلط الضوء على أزمة 'الأب المتصابي' الذي يتجاهل مشاعر ابنه ويصر على الزواج بحبيبة ابنه.
عبدو العربجي استولى على كل القمح في مستودعات درية خانم وأبو حمزة، وعندما علم بزواج 'سعاد'، قرر الانتقام من الحارة. مما دفع درية إلى اللجوء لأبو حمزة لتوحيد جهودهما ضد عبده، تاركين المشاهد في حيرة بين التعاطف معه أو اعتباره مجرمًا.
مشهد اعتراف الداية بدور بحبها لعبدو كان من أكثر المشاهد المؤثرة، حيث قدّمت بدور أداءً يجمع بين مشاعر الحب والقلق والخوف في مشهد واحد، ما يؤكد تمكّنها التمثيلي رغم دورها الشرير. عبده، من خلال هذا المشهد، أوضح أن الحب كان ما يمنعه من الانتقام منها، وكانت الموسيقى التصويرية لمشاهد النهاية مميزة للغاية بألحانها الرومانسية التي عززت من تفاعل الجمهور.
أبدع المخرج في تصميم المعركة بين عبدو والهرايسي، أحد رجال أبو حمزة، حيث أظهرت قوة عبدو الجسدية. من الواضح أن الفنان باسم ياخور عمل على لياقته البدنية لفترة طويلة ليظهر بهذه الرشاقة والقوة في الحركات. استسلم الهرايسي لعبده وطلب العفو مقابل الاعتراف بكل شيء، ليأخذه إلى المكان الذي كان فيه حمزة، المتسبب في وفاة زوجته، ويقتله عبدو في النهاية. هذه اللحظة وضعت المشاهد في صدمة وتضارب بين التعاطف مع عبدو أو اعتباره قاتلًا.
عودة عبدو إلى الجبل في النهاية توحي بنهاية مفتوحة، وتحمل تطلعات كبيرة لجزء آخر يواصل الإثارة.
اقتراحات مسلسلات مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك العديد من المسلسلات السورية الرائعة التي تحمل نفس التأثير المميز، وعند مشاهدتها تشعر وكأنك داخل الحارة الشامية، مثل:
- مسلسل 'حارة الطنابر'
- مسلسل 'حارة المشرقة'
- مسلسل 'حائرات'