الأحياء العتيقة بالمغرب كما لم تراها من قبل.. لا تفوت مشاهدة المسلسل الدرامي "بين لقصور"
نرشح لك المسلسل المغربي "بين لقصور" الذي كان أحد المشاركين البارزين في ماراثون دراما رمضان 2024. حقق المسلسل نجاحاً كبيراً من خلال تناوله قصصاً من الأحياء الشعبية المغربية، مسلطاً الضوء على التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع المغربي وعلى سلوكيات وطباع سكانه. يُعتبر هذا العمل خياراً مناسباً للأسرة بفضل ارتباطه بالجذور والقيم، لذا لا تفوت فرصة مشاهدته.
تجربتي الشخصية مع المسلسل
حقق المسلسل بالنسبة لي معادلة صعبة، حيث استطاع أن يجمع أفراد الأسرة من جميع الأعمار لمشاهدته. كان مناسباً للشباب والكبار، وقد أحبوه وتفاعلوا معه كثيراً.
تمثل الحلقات ملحمة درامية هائلة، ومع كل حلقة كنت أشعر بالحماس والترقب للحلقة التالية. أحد أبرز مميزات المسلسل هو قدرته على دفع المشاهد لتوقع الأحداث قبل وقوعها، لكن توقعاتي لم تكن دائماً صائبة، حيث كان الكاتب يفضل المفاجآت.
لم يكن المسلسل مجرد عمل درامي واقعي بالنسبة لي؛ لقد شعرت وكأنني جزء من القصة، أتألم وأبكي مع النجوم في العديد من المشاهد.
ما كان لافتاً أيضاً أنني كنت أتمنى موت شخصية الغندور بفارغ الصبر، وكأنني إحدى ضحاياه. أحد الأسباب التي دفعتني لترشيح المسلسل لكل من حولي هو أنني تعرفت على المجتمع المغربي بصورة أعمق وأرقى، وأتمنى زيارة المغرب في أقرب فرصة.
الإعلان الرسمي لمسلسل "بين لقصور"
المصدر: https://www.youtube.com/@MBC5Channel
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الحلقة الأخيرة من مسلسل "بين لقصور"، خاصة بعد أن نشرت الفنانة هدى الريحاني مشهداً منها. أشاد المتابعون بالمسلسل عبر إنستجرام، مؤكدين أن أدائها كان أكثر من رائع، وأن المسلسل ودورها فيه كانا مميزين. كما طالب المشاهدون من نجوم العمل، من خلال التعليقات، أن يكون هناك جزء ثانٍ للمسلسل يستكمل نجاح الجزء الأول بعد تعلقهم الكبير به.
استطاعت الحلقة الأخيرة من مسلسل 'بين لقصور' أن تلفت انتباه جميع المشاهدين، وتفاعلوا معها بحماس. وكان موت الغندور من أبرز الأحداث التي نالت تعليقات كثيرة، كما حظي مشهد هدى الريحاني وهي تتعارك مع الغندور بإشادة واسعة وشكر كبير لها وللمسلسل بشكل عام.
بعد أن شاهدنا "بين القصور"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- يعزز الهوية المغربية
- يجمع بين الأكشن والكوميديا
- الواقعية سر نجاح الإخراج
- سيناريو يحمل الكثير من الرسائل
- فريق عمل مميز
يعزز الهوية المغربية
يعكس المسلسل هوية المغرب وثقافته الأصيلة، ويعد من أفضل الأعمال الدرامية التي ركزت على إبراز العادات والتقاليد التي تميز المجتمع المغربي. كما يسلط الضوء على الجوانب الفريدة والغنية من الثقافة المغربية، مع تعزيز الهوية الوطنية والانتماء إلى التراث والتقاليد الأصيلة. أثناء مشاهدة المسلسل، تشعر وكأنك تتابع جزءاً من الواقع، وليس مجرد مشاهد تمثيلية، بفضل تصويره للحياة اليومية التي تعكس تنوع الثقافة والتاريخ العريق للمملكة، وذلك عبر مواضيع متنوعة تتناول القضايا الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية التي تشكل جزءاً من حياة الناس.
تعتمد مشاهد المسلسل على التصوير في الأحياء الشعبية العريقة، مما يعمق الارتباط بالبيئة الاجتماعية ويسلط الضوء على العادات والتقاليد النبيلة التي يتمسك بها سكان هذه الأحياء البسيطة. هذا الربط يجعلك كمشاهد تشعر بانتماء لا إرادي لهوية المغرب، ويثير حماسك للتعرف على ثقافة البلد بشكل أكبر وأعمق.
يجمع بين الأكشن والكوميديا
يحمل المسلسل الكثير من التشويق والإثارة، وخاصة في نهايات الحلقات، حيث تجعلك كل حلقة تنتظر التالية بلهفة، نظراً لما تحمله من أحداث مثيرة وغير متوقعة. كما أن هناك لمسة كوميدية خلال الحلقات تضيف قدراً من الضحك، مما جعل المزج بين التراجيديا والكوميدي عاملاً رئيسياً في نجاح المسلسل وحب الجمهور له، خاصة الشباب، وتحديداً سكان المناطق الشعبية. كما نجد خلال الحلقات خطاً زمنياً مثيراً نتعرف من خلاله على ماضي الشخصيات، مما يضيف مزيداً من الإثارة والتشويق.
الواقعية سر نجاح الإخراج
حرص المخرج المغربي هشام الجباري على تصوير المسلسل في حي عريق بمدينة الدار البيضاء يُدعى 'بين القصور'، وهو السبب وراء تسمية المسلسل بهذا الاسم. سلط الضوء على أن سكان الحي هم من بنوه، وأن الحماية الفعالة تأتي من خلال تضافر جهودهم. وقد أكد من خلال ذلك على رسالة هامة، وهي أن حماية الأسرة وحدها ليست كافية، بل يجب حماية الحي بأكمله لمنعه من الانزلاق نحو الفساد. المخرج قدم رؤية جديدة لعالم الأزقة وعصابات الحي، وهو موضوع يعالجه لأول مرة في أعماله الفنية. تم تصميم المعارك والمشاجرات مع العصابات بشكل احترافي وجذاب.
سيناريو يحمل الكثير من الرسائل
أبدعت السيناريست بشرى مالك في كتابة المسلسل بشكل واقعي ومتقن، وكأنها تعيش في قلب الحواري والأزقة. إلى جانب ذلك، سعت إلى إيصال رسالة هامة، وهي أن الحي المغربي يُعد جزءاً أساسياً من الأسرة المغربية، مع ضرورة الاستفادة من أخطاء الماضي وعدم تكرارها. أكد المسلسل على أهمية الارتباط بالهوية المغربية، وخاصة الحي الشعبي الأصيل، كما تناول محاربة الفشل والإصرار على تحقيق الأهداف. من خلال العمل، عرضت الكاتبة وجهة نظر مستمدة من طفولتها وذكرياتها وانتمائها العميق لوطنها.
يجسد المسلسل أهمية العلاقات المشتركة بين الجيران، حيث يظهر الروابط الفريدة التي تجمعهم، متجاوزين مجرد كونهم جيرانا ليصبحوا كعائلة واحدة خلال الحلقات. يعرف الجيران مشاكل بعضهم، وتتداخل حياتهم وتتعزز روابطهم لتناسب الحبكة الدرامية، التي تهدف في النهاية إلى توصيل فكرة أن للجيران تأثيراً كبيراً على حياتنا.
تعكس هذه الحالة الفنية قيمة الجوار التي تتلاشى تدريجياً، خاصة في المدن الكبرى كالدرا البيضاء، وتعزز التضامن والتكاتف. تظهر كيف أن مشكلة فرد ما تصبح قضية للمجتمع بأسره، حيث تنعكس مشاكل الأفراد على مستوى الحي بأكمله. مثل حدث مأساوي في عائلة يتحول إلى قضية تؤثر على مجتمع الحي، ليعبر عن أهمية الهوية والانتماء في سياق السرد الدرامي. تحمل العمل معاني جميلة ورسائل هامة تدعو للعودة إلى العادات والتقاليد الجذور.
فريق عمل مميز
كانت اختيارات المخرج هشام الجباري لأبطال العمل رائعة ودقيقة للغاية، خاصة اختيار الفنان محمد خيي لتجسيد شخصية 'الغندور'، التي أبدع فيها وجعلت المشاهدين يتفاجأون بشخصية المجرم، مما جعلها حديث السوشيال ميديا لفترات طويلة. تشعر أن الغندور شخصية حقيقية تعرفها عن قرب، خاصة عندما ترى كيف كان يتعامل مع الناس ويفتعل المشاكل في الأسواق.
كذلك، كان اختيار الفنانة السعيدية لبيب لتجسد شخصية 'الكبيرة' مفاجأة حقيقية، حيث شكلت نقطة تحول هائلة في المسلسل وتميزت بمزيج من القوة والليونة. جميعنا نعلم أن محمد خيي والسعدية لبيب حققا نجاحاً كبيراً في 'سلمات أبو البنات' لمدة خمسة مواسم متتالية، وهما ثنائي متكامل يحبه الجمهور، مما يجعل اختيارهما امتداداً لنجاحهما معاً رغم اختلاف الشخصيات بين العملين.
كما كان اختيار الممثلة هدى الريحاني لتجسيد دور 'سكينة' مناسباً للمسلسل، خاصة أنها قيمة فنية كبيرة على جميع المستويات. برعت هدى في الدور بكل تناقضاته، حيث تمر الشخصية بأزمات في ماضيها، ورغم ذلك تظل صامدة كامرأة حرة وشجاعة في مواجهة التحديات. أبرز مشاهدها كانت عندما تقرر سكينة العودة إلى مسقط رأسها في الدار البيضاء برفقة أطفالها بعد وفاة زوجها الذي كانت تعيش معه في مدينة طنجة، حيث تتعرض لمجموعة من الأحداث المهمة خلال عودتها إلى حي 'بين القصور'. كما أن عزيز حطاب يعتبر ممثلاً محترفاً للغاية، وقد أدى دوره ببراعة متناهية.
خلال عرض حلقات المسلسل، كان فريق العمل يقوم برصد توقعات الجمهور حول أحداث الحلقات التالية، حيث كان يتفاعل الجمهور بتوقعاته حول كيف ستسير الأحداث في المستقبل. وقد أثار ذلك جدلاً كبيراً حول المسلسل خلال فترة عرضه في رمضان.
اقتراحات مسلسلات مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك مسلسلات مغربية تحمل نفس التأثير الدرامي لمسلسل 'بين لقصور'، حيث تقدم المجتمع المغربي بشكل جذاب ومميز، مما يجعلك تشعر وكأنك في رحلة سياحية على مدار حلقات المسلسل وتستمتع مع أبطاله. يمكنك متابعتها، وستفيدك بلا شك مثل:
- مسلسل "دار النسا"
- مسلسل "بنات الحديد"