فيلم "شهر زي العسل" الكويتي على نتفليكس.. توليفة ساحرة من الكوميديا والرومانسية
إذا كنت تبحث عن توليفة مميزة تجمع بين الكوميديا والرومانسية، فإن الفيلم الكويتي "شهر زي العسل" الذي أطلقته مؤخراً شبكة "نتفليكس" ويعرض حصرياً عليها، يعد خياراً مثالياً. سيفاجئك الفيلم ببساطته وقربه من المشاعر اليومية، ليعيدك إلى الأجواء الدافئة للأفلام الرومانسية الخفيفة التي تلامس قلوب الناس جميعاً.
تجربتي الشخصية مع الفيلم
أثار الفيلم ضجة كبيرة على وسائل الإعلام، وانتشرت أخبار عديدة عن منعه من العرض في الكويت، بالإضافة إلى بيانات رسمية ضد عرضه بدعوى إساءته للعادات العربية والدعوة إلى مقاطعته ومعاقبة ممثليه، مما أثار فضولي لمشاهدته وفهم أسباب هذا الجدل.
أحببت الفيلم وقصته كثيراً؛ كانت المواقف الكوميدية التي يتعرض لها "حمد" بسبب اعتقاد خالته أن زوجته "نور" أخته في الرضاعة من أكثر المواقف الطريفة. ففي كل مرة يشعر بالحب تجاه زوجته، يتلقى اتصالاً من خالته على الموبايل، محذرةً إياه بأنها لم تتأكد بعد من صحة هذا الاعتقاد وتحتاج إلى مراجعة جيرانها، مما يجعله يتجنب زوجته ظناً منه أنها أخته.
أبهرني أداء الفنانة نور الغندور؛ كل مشهد لها كان مميزاً، إذ تجسدت في شخصيتها ببراعة بين الضحك والبكاء، الفرح والحزن. حتى عندما أخطأت، تعاطفت معها، وتأثرت بمشهد إهانة زوجة حبيبها القديم لها.
كانت مشاهد انفصال الزوجين من أكثر اللحظات المؤثرة بالنسبة لي. أحببت رسالة الكاتب في توضيح أن الكذب ينكشف في النهاية، وأول من يتأذى من الكذب هو صاحبه.
الجزء الأول من المسلسل، المليء بالكوميديا، كان المفضل لدي، لكن مع تحول الجزء الثاني إلى الدراما، بفراق الحبيبين وقرار "نور" السفر للعمل في بيروت، بالإضافة إلى زواج "حمد" من ابنة عمه بأمر والده، شعرت بفقدان الأمل في عودتهما معاً.
أحببت التناغم بين "نور" و"حمد"؛ مشاهدهم كانت رائعة، وأتمنى رؤيتهم معاً في أعمال مستقبلية.
بعد مشاهدتي للفيلم، لا أفهم سبب كل هذا الغضب ضده. فهو قصة خفيفة تجمع بين الحب والكوميديا، ولا يسيء للمجتمع الكويتي أو العربي بأي شكل. الهدف الأساسي من الفيلم هو المتعة، مع رسالة بسيطة أن الكذب جريمة كبرى، وأن الصدق يمنحنا الحب والحياة. كانت نهاية الفيلم جميلة، وأنصح بمشاهدته.
الإعلان الرسمي لفيلم شهر زي العسل
المصدر: https://www.youtube.com/@NetflixMENA
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
أبدى الجمهور حماسهم لمشاهدة الفيلم عند عرض الملصق على وسائل التواصل الاجتماعي، متمنين لأبطاله التوفيق. دفع هذا الحماس البعض للتفكير في زيارة بيروت، حيث تزايدت التساؤلات في التعليقات حول أسماء الفنادق التي تم تصوير المسلسل فيها.
أشاد الجمهور بأداء نجوم العمل من خلال التعليقات على صورهم من كواليس الفيلم، مبدين إعجابهم به وبالمشاهد الكوميدية التي تخللته. وأكدوا أنه فيلم جميل أحبوه كثيرًا واستمتعوا بمشاهدته.
بعد أن شاهدنا "شهر زي العسل"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- واقعية العمل تجعلك جزءاً منه
- نظرة ساحرة لطبيعة لبنان
- عفوية الممثلين سر نجاح العمل
- حبكة درامية واقعية
واقعية العمل تجعلك جزءاً منه
لمس الكاتب قلوب المشاهدين وجعلهم يتفاعلون مع القصة وكأنهم جزء منها. يجسد الأب الذي يمنع ابنه من تحقيق طموحاته المهنية بهدف الحصول على الحفيد، إذ يقوم والد "حمد" (الذي جسده قحطان القحطاني) بوقف أحد أهم مشاريعه وينتظر توقيع عقد مع شركة ألمانية، ليجبره على التركيز على "المشروع الأهم" بالنسبة له، وهو الزواج. وعليه أن يجد الفتاة المناسبة ويأتي بالبشرى السعيدة بقرب قدوم الحفيد خلال شهر كحد أقصى. جعلنا هذا الموقف نحزن لقسوته ونتعاطف مع الابن، ونشعر أننا نبحث معه عن حلول لمشكلته.
كما نجد أيضاً مشهد انتقام الحبيبة من حبيبها السابق بسبب زواجه سراً من أخرى، ورغبتها في الزواج من غيره لإشعال غيرته. الأحداث في الفيلم واقعية وليست قصصاً خيالية؛ بل تعكس الواقع بشكل يجعلنا نندمج مع القصة، ونشعر وكأننا جزء من العمل، ونحزن ونتعاطف مع أبطاله.
نظرة ساحرة لطبيعة لبنان
الإبداع الإخراجي جعلنا نحب المشاهد وننصهر معها؛ فاختيار مواقع التصوير جاء جديداً ومبتكراً ومميزاً. لم يقدم المخرج إيلي السمعان الصورة النمطية للبنان التي اعتدنا عليها في الأفلام العربية، والتي باتت كليشيه بحيث تعرف أنك في لبنان بمجرد رؤيتها. بل استغل جمال الطبيعة اللبنانية، من المرتفعات إلى الشواطئ، ليعكس إحساساً بالراحة على الشاشة، فأظهر الجبل والمزرعة والرمل والبحر بمنظور جديد. كان اختيار المواقع متناسباً مع القصة، مما أضفى راحة نفسية وجعلنا نشعر برغبة في زيارة هذه الأماكن والاستمتاع بها في الواقع.
زوايا التصوير جاءت مبدعة واحترافية، خاصة في مشاهد الدراما، حيث ركّزت الكاميرا على عيون الفنانين، مما سمح لنا بالتواصل معهم بشكل سلس. شعرنا بفرحهم وحزنهم وكأننا نعيش اللحظة معهم!
عفوية الممثلين سر نجاح العمل
أظهر نجوم العمل موهبة كبيرة، فأوصلوا مشاعر الحب والخوف وخيبة الأمل بسلاسة. نجح الممثلون في جعلنا نعيش كل المواقف معهم، فنشاركهم لحظات الحزن والألم وكذلك الحب. استطاع كل ممثل أن يجذبنا إلى شخصيته بتلقائية، حيث أدت نور الغندور دورها ببراعة وواقعية؛ اختارت ملابس تتناسب مع الشخصية، وظهرت بشكل طبيعي دون الإفراط في مستحضرات التجميل، مما جعل الشخصية أكثر قرباً من الواقع. كما كان هناك انسجام واضح بينها وبين محمود بو شهري. أبدع أيضاً مهدي برويز وآسيا عاكف في أدوارهما، لدرجة تجعلنا نتفاعل معهم ونحبهم. وأضاف وجود ضيوف الشرف مثل وسام صباغ، جوزيف قصاف، سلمى شلبي، وعماد فغالي لمسة كوميدية جميلة للعمل.
الحس الفكاهي في العمل جعله قريباً من الواقع، إذ يحتوي على مزيج من المشاعر الإنسانية. ففي اللحظات التي نبكي فيها نشعر بالاحتواء، خاصة من خلال تجسيد الصداقة الحقيقية بين أبطال الفيلم. يمثل الفيلم صورة الصداقة الداعمة والوفية، والتي نفتقدها في هذه الأيام. يقدم لنا رسالة مهمة حول قيمة الصداقة كواحدة من أهم العلاقات الإنسانية، وقد يلهمك الفيلم إلى إعادة النظر في مفهوم الصداقة في حياتك بعد أن يبرز قيمتها بشكل مؤثر.
حبكة درامية واقعية
تسير الحبكة الدرامية في الفيلم بوتيرة تحافظ على التشويق وتبقينا بعيدين عن الملل. تصل الأحداث إلى ذروتها بفراق الحبيبين، فنشعر بالتعاطف معهم، وتزداد تعقيداً مما يثير اهتمامنا ويولد رغبة في إيجاد حلول لعودتهما معاً. يقدم الكاتب الحل بعد تصاعد الأحداث، حيث يأتي بطريقة واقعية ومناسبة تعكس الحياة الحقيقية. لم يعتمد على حلول خيالية كما يحدث في بعض الأفلام، بل نجح في تقديم حلول يصدقها الجمهور ويتفاعل معها بفرح بعد التعاطف مع القصة.
اقتراحات أفلام مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
هناك العديد من الأفلام العربية الرومانسية الكوميدية التي يمكن متابعتها، وتترك نفس التأثير الخفيف لهذا الفيلم، منها:
- فيلم "إعلان حالة حب"
- فيلم "الباب الموصد"
- فيلم "أوراق الخريف"