في شقة مصر الجديدة

أسباب تجعلك تشاهد فيلم "في شقة مصر الجديدة"... العودة إلى زمن الحب الجميل أبرزها

نقترح عليك فيلم رومانسي بالدرجة الأولى يشبه زمن الفن الجميل الذي يتألق فيه الأبطال ليصنعوا سيمفونية غنائية راقية، فاذا كنت تبحث عن سهرة رومانسية بجدارة، فلا تتردد أن تشاهد أحد إبداعات السينما المصرية من خلال فيلم "في شقة مصر الجديدة".

إبداع محمد خان

عبر المخرج محمد خان عن مشاهد فراق تهاني وتلميذتها نجوى بسلاسة رهيبة فكان وداعهم بلا كلام، إذ صوّر نظرات نجوى المحاصرة خلف القضبان الحديدية لأستاذتها من بعيد، ثم يقفز بالكادر قفزة زمنية لنجد أن نجوى مازالت محاصرة خلف نفس القضبان وكأن طرد أبلة تهاني من المدرسة قد حرر أبلة تهاني.

وكعادة خان يستطيع أن يختار أبطاله بعناية ودقة شديدتين، بجانب اختيار أماكن التصوير الرائعة المناسبة للفيلم وزوايا التصوير والإضاءة التي كان لها عامل نفسي رهيب من الراحة والهدوء والرومانسية والخوف أيضًا.

الموسيقى التصويرية تبث الحياة في العمل

تعتبر ليلى مراد أيقونة الفيلم بلا منازع، فأعطت أغانيها للفيلم طابعاً رومانسياً خاصاً، وأغنية "أنا قلبي دليلي" لليلي مراد التى أدتها ريهام عبد الحكيم بصوتها العذب قادرة على توصيل كافة معانى الحب وجعلك في مود مختلف وزمن جميل.

سيناريو يربط الحب بالموسيقى

أبدعت الكاتبة وسام سليمان، في تجسيد الحب والرومانسية من خلال السيناريو الرقيق للفيلم، واستطاعت أن تُعيد للمشاهد الثقة والإصرار على الحب مهما بلغ من العمر، وجعلتنا الكاتبة نبحث في ذكرياتنا عن قصص الحب المدفونة ونتذكرها بابتسامة، وربطت الحب بالموسيقى لتسمو أرواحنا.

الأشباح تجسد الحب

جسدت وسام الحب في شكل العفاريت والأشباح حيث استعارت عناصر فيلم الأشباح التقليدية كالشقة المسكونة بالأشباح، والأبواب التى تفتح وتغلق من تلقاء نفسها، وسقوط الأشياء دون سبب ظاهر، لتوظفها بعيدًا تمامًا عن فكرة إثارة الرعب، ولكنها إشارات و رسائل تحاول أن تفلت من حصار زمن لم يعد يؤمن بالحب.

فيلم عن الأطياف

فيلم شقة مصر الجديدة هو فيلم عن الأطياف، الأغنية التي يفتتح بها الفيلم، "أنا قلبي دليلي" التي تتحدث عن الحبيب كطيف يوجد في الخيال قبل أن يتحقق في الواقع، ورسمت شخصية تهاني "مُدرسة الموسيقى" نسخة مؤنثة من كيوبيد، فطيفها هو الذي جمع بطلي الفيلم في هذا الحلم، لينتهي الفيلم بقصة حب محتملة بينهما.

فساتين غادة عادل من زمن الفن الجميل

أبدعت الفنانة غادة عادل في دور نجوى " في شقة مصر الجديدة" لدرجة أننا يمكننا اعتبار أنه دور عمر غادة ويعتبر أبرز أعمالها خلال تاريخها الفني كله، ومن أبرز المشاهد الذي يجب يدرس في مواد السينما، عندما غادة تبكي من الفرح وهى تمسك بيديها هذا الطفل الوليد، صدفة مدهشة في المحطة، نجوى تحتفل فى اللقطة بالحياة وبالحب، وتعود الى البهجة الخالصة، وتتجاوز حافة الفرح إلى البكاء ، ولغة الجسد والعيون التى تمكنت منها غادة خلال الفيلم وخاصة فى مشاهدها مع خالد ابو النجا بالتحديد، واعتمدت غادة في الفيلم على البساطة فتنازلت عن مكياجها واعتمدت على تسريحة شعر لفتاه بسيطة، وفساتين جميلة ورقيقة تعيد المشاهد لزمن الفن الجميل.

وكان خالد النبوي في أفضل حالاته التمثيلية وجسد دور الشاب المنفلت بشكل محترف واستطاع أن يجعلنا نتمنى أن يحب نجوى رغم أنه مختلف عنها كليًا.

عايدة رياض مفاجأة العمل

امتلكت عايدة رياض مفاتيح شخصية المرأة القوية ولكن بداخلها عطف وحنان وأمومة مستترة، واستطاعت أن تجسد كل المشاعر في مشاهد قليله، والمشهد الذي لا يفارق خيالك هو مشهد رقص عايدة رياض في فرح رضوى من شده جماله وشاعريته، ليس مجرد رقص عادى ولكن عبرت من خلاله عن حبها للحب الذي نبحث عنه دائما مهما ادعينا الصلابة.

تاريخ النشر 10 يونيو 2024