قصة حالة خاصة
يُقدم المسلسل في إطار تشويقي، قصة نديم، شاب ذو ذكاء استثنائي، يواجه صعوبة في الالتحاق بكلية الحقوق بسبب إصابته بطيف التوحد. ورغم تفوقه في الجامعة وحصوله على المرتبة الأولى، لم يُسمح له بالتدريس كمعيد. لكنه لم يستسلم لليأس بل قرر السعي لتحقيق حلمه في العمل بمجال المحاماة ولتحقيق رغبة والدته المتوفية. بفضل تشجيع صديقه جميل الوفي، حقق نديم هدفه بالحصول على فرصة للتدرب في مكتب "أماني النجار" واحدة من أشهر مكاتب المحاماة التي نال إعجابها بذكائه ومهاراته الملاحظة.
تُظهر مشاهد الفلاشباك في المسلسل تعرّض نديم للتعنيف من قبل مدرّسة لمادة الرياضيات في طفولته أثناء صفوفه الأولى. ورغم ذلك، يُظهر ذكاءً استثنائيًا خلال هذه المشاهد، حيث يُجيب على جميع أسئلة المدرسة، حتى تلك المعقدة. فيُصبح هذا الذكاء الملفت للنظر ميزة أساسية لنديم حتى بعد أن أصبح شابًا، بحيث يساعده ذكاؤه على التغلب على العديد من التحديات خلال فترة تدريبه في مكتب "أماني النجار". يواجه نديم خلال فترة تدريبه نظرة سلبية من بعض زملائه وبعض الأشخاص في المجتمع بسبب إصابته بطيف التوحد. يُنظر إليه كشخص ضعيف غير قادر على النجاح في مجال صعب مثل المحاماة. ويحاول بعض زملائه استغلال ذكائه وقدراته من دون تقدير جهوده، فيحاول عز، أحد زملائه في التدريب سرقة أفكار نديم ونسبها لنفسه مثلا عندما تقرّر أماني النجار عرض عليهم حل أول قضية ولا يجد الحل أحد سواه يخبر نديم زميلته رام الله بالحل فيستمع عز لحديثهم ويذهب مسرعاً ليخبر المحامية عن حل نديم وكأنه صاحب الفكرة ، مما يُثير غضب "رام الله".
يُدرك نديم منذ البداية أن رحلته في عالم المحاماة لن تكون سهلة، وأن عليه بذل المزيد من الجهد لإثبات ذاته وكفاءته، لكنه يُصرّ على النجاح، ويُواجه جميع التحديات بإصرار وعزيمة لا مثيل لهما. يرفض الاستسلام ويواصل العمل بجدّ واجتهاد لتحقيق هدفه. ويُدرك أهمية تطوير مهاراته لبلوغ النجاح، فيُشارك في دورات تدريبية ويقرأ الكتب القانونية ويُطوّر مهاراته في التواصل والتفاعل مع الآخرين. لكنه لا يكتفي بالدراسة النظرية، بل يُثبت ذكاءه وقدراته من خلال حلّ القضايا المعقدة بذكاء ومهارة فائقة. ومع مرور الوقت، ينجح نديم في اكتساب احترام زملائه وتقديرهم لذكائه ومهاراته وإصراره. بيد أنه ينتصر في النهاية، على عز وجميع التحديات التي واجهها، ويفتح مكتب محاماة خاص به، ليُصبح قصة ملهمة لكل من يُعاني من صعوبات في حياته.
ما وراء الشاشة
أسماء حلمي
Journalistأسباب تجعلك لا تفوت مسلسل "حالة خاصة"
أصبح الرهان على نجاح المسلسلات ذات الـ 10 حلقات كبير، فنجد أنها أصبحت أكثر انتشاراً في الفترة الأخيرة، لما لها من مميزات عديدة أهمها جذب المشاهد، فمن جهة لا يمل منها الجمهور، ومن جهة أخرى تُبشر بمواسم جديدة واستثمار طويل الأمد للنجاح إذا ما حالف أصحابه الحظ، فإن كنت تبحث عن عمل درامي ناجح وخفيف إليك مسلسل "حالة خاصة".
أعاد فرقة المصريين بعد 36 عام
إذا شاهدت مسلسل "حالة خاصة" فتأكد أنك تعيد اكتشاف فرقة المصريين الناجحة، وستبحث عن اغانيها وتتابعها وهو ما فعله أغلب متابعي المسلسل ما زاد في ذلك الوقت عمليات البحث عن تاريخ فرقة المصريين، وكذلك أغانيها، خاصة على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وتطبيقات الموسيقى المختلفة، حيث نجح الموسيقار هاني شنودة، في تقديم توليفة جيدة ممزوجة بالموسيقى التصويرية وأغاني فرقة المصريين،وعاد شنودة إلى الشاشة الفضية بموسيقاه بعد غياب، وهي الموسيقى التي تم تضفيرها مع أغنيات فرقة "المصريين" وتوظيفها دراميا بشكل جيد، وأعادت الأغاني أجواء النوستالجيا، لمواليد السبعينيات والثمانينيات ممن شاهدوا المسلسل، أما الأجيال الجديدة استمعت لها وأحبتها، وجاء اختيار الأغاني مناسب لكل مشهد مما زاد من حب وارتباط الجمهور بالمسلسل.
فلسطين فى القلب
سلط المؤلف مهاب طارق الضوء بشكل غير مباشر على فلسطين، حيث أشارت شخصية "رام الله" إلى رواية "أعراس آمنة" للكاتب إبراهيم نصر الله، التي تعكس أحداثها معاناة الفلسطينيين وبطولاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية في مواجهة الحرب والقصف ورصاص القناصة.
أول بطولة حقيقية لطه دسوقي
يعد المسلسل أول بطولة حقيقية يحصل عليها طه الدسوقي، ومع أننا اعتدنا عليه فى أعماله السابقة فى أدوار كوميدية لكنه اليوم لبس رداء جديداً من الهدوء وجسد العاطفة والحب والمبالغة والخوف والحزن معًا، وتمكن طه من تجسيد مشاعر متضاربة من خلال دوره و جعلنا نتعاطف معه فى كل مشهد من دون الحاجة إلى تجسيد الحزن بالبكاء أو العصبيه بالتكسير ولكنه كان محافظًا على هدوئه التام وتعبيرات عينيه وجسده كانت كفيلة لإيصال مشاعره وإثارة التعاطف معه، حيث جسد طه شخصية نديم أبو سريع المحامي الشاب المصاب بالتوحد ومع ذلك نجده نابغة في كل ما يتعلق بالأرقام أو الربط بين التفاصيل وحل القضايا المستعصية، ورغم ذكائه الشديد وكونه الأول على دفعته في الجامعة، إلا أنه لا يتم تعيينه مُعيدا لإصابته بالتوحد ويتعرض للظلم، ولكنه بالرغم من ذلك يحاول العمل في مكتب محاماة شهير ويتفوق على زملائه بذكائه.
أبهر الفنان نبيل علي ماهر المشاهدين بأدائه الرائع المتمكن وابتسامته الهادئة، فجسد الشخص الطيب الذي ساعد "نديم" ووقف معه ورباه بعد وفاة والدته، ليؤكد أن الصداقة أسمى معانى الحب ويحتوي نديم دائما ويحل كل مشاكله ويعطيه النصائح، أحب المشاهد عم "جميل" وكأنه فرد من اسرته، والمشاهد التى تجمعه بنديم داخل المكتبة ليقدم له النصائح كانت مشاهد سلسلة تحمل الأمان والحب بين الصديقين.
واستطاعت هاجر السراج التى جسدت شخصية رام الله أن تخلق طبقة من الجمهور العريش وخاصة من الشباب المعجبين بأدائها المثالي، حيث تجسد الحب والخوف والسعادة فى مشهد واحد وتقنع المشاهد بكل سلاسة بجانب أن ملامحها البريئة، وخطفت هاجر الجمهور بأدائها الهادى وابتسامتها الحنونة.
نهاية رائعة
استطاع الكاتب أن يعطى الأمل لجمهوره من خلال اختيار نهاية سعيدة بالرغم من موت شخصية عم جميل الذى ستحبه خلال مشاهدة العمل بلا شك، ولكن لم يجعل موته هو نهاية الحياة وبدأ نديم حياة جديدة بكل حماس حب وتفاؤل ليثبت للمشاهد أن الحياة تستمر بالأمل.
تاريخ النشر 26 يونيو 2024
أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.