دفعة لندن

تدور الأحداث خلال فترة الثمانينيات حول مجموعة من الطلبة العرب الذين إنتقلوا إلى مدينة الضباب للدراسة، حاملين معهم أهدافهم أفكارهم وتقاليدهم وأحلامهم المختلفة، لتبدأ حكايات الحب والغيرة والمؤمرات.
 

شارك

تفاصيل دفعة لندن

اللغة العربية

قصة دفعة لندن

تحت سماء لندن الضبابية، تبدأ قصة مجموعة من الطلبة العرب الذين اجتمعوا لمتابعة دراستهم في ثمانينيات القرن الماضي، حاملين معهم أحلامهم وتقاليدهم وثقافاتهم المختلفة. طلاب ينتمون إلى خلفيات مختلفة، من الكويت والعراق وايران، جميعهم سافروا إلى تلك المدينة التي تختلف عن كل ما عرفوه حيث يصعب عليهم التأقلم. تصبح لندن مسرحًا لحكايات مثيرة مليئة بالحب والغيرة والمؤامرات والغموض والتشويق، ففي حين تنشأ قصص حب بين بعضهم، تُكشف أسرار الماضي وتُشعل الغيرة والرغبة في الانتقام نار الخلافات بين آخرين.

تُخفي دفعة لندن صراعات عميقة، فتشكل الطبقية عاملًا هامًا في حياة الطلاب، حيث يواجهون تحديات مختلفة بسبب انتماءاتهم الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة. فمن ناحية نجد الطلاب من طبقة الأثرياء الذين يتمتعون بحياة مريحة وسهلة من مثل مضاوي وأمها وسلطان وأخيه، عائلتان كويتيتان، بينما يعاني الطلاب من الطبقة الفقيرة وبشكل خاص العراقيين من صعوبات في التأقلم مع الحياة في لندن من مثل الطالب مقداد وميسون الخادمة وأختيها اللواتي ترك لهن الأب ثروة كبيرة أمن عليها أحد أصدقائه ولكن الأخير سرقها وتركهن ليواجهن الحياة في لندن وحيدات فقيرات، وعلى خلاف ذلك تظهر الطبقة الوسطى العليا ممثلة بالطلبة والطالبات والعائلة الإيرانية التي ودعت الثراء بعد هرب الشاه وبداية حكم الخميني.

من ناحية أخرى تلقي الأحداث الضوء على العلاقات السياسية والتاريخية المعقدة التي تربط بين الشخصيات مما يُضفي مزيدًا من التوتر على رحلتهم، فمشاركة شخصيات من دول مختلفة، تخلق صراعات سياسية ناتجة عن التوترات بين هذه الدول. فبسبب التجاور الجغرافي يوجد تاريخ متشابك يحمل العديد من الصراعات والحروب حتى في الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، أي ما قبل حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران في سبتمبر/أيلول 1980، أو غزو العراق للكويت في بداية التسعينيات.

في خضم أحداث مسلسل دفعة لندن، تشهد السلسلة ظهورًا استثنائيًا لشخصية يتثير الجدل وتضفي لمسة مميزة على المسلسل، إذ تظهر الأميرة ديانا، أيقونة الإنسانية، في مشهد مُفاجئ، حيث تلجأ إلى شقة الشباب العربي في لندن هربًا من مطاردة وسائل الإعلام. فتفاجئ الأميرة ديانا الجميع بدخولها إلى حياتهم، حاملةً معها هالة من الغموض والتشويق. يشتعل الفضول لدى الشباب العربي، فيتساءلون عن سبب وجودها في شقتهم وكيف وصلت إليهم. ويبادر الشباب العرب بتقديم المساعدة للأميرة ديانا، وتنشأ بينهم محادثة طريفة تكشف بعض جوانب شخصية الأميرة ديانا، وتعرفنا أكثر على شخصيات الشباب العربي وخلفياتهم المختلفة.

ما وراء الشاشة

أسماء حلمي

أسماء حلمي

Journalist

أسباب تجعلك لا تفوت مشاهدة المسلسل العربي "دفعة لندن"

 

إن كنت من محبى الدراما الاجتماعية المشوقة فلا تفوت متابعة مسلسل "دفعة لندن" فهو مسلسل يعكس طبيعة الحياة في فترة الثمانينيات، يجمع بين الدراما والرومانسية والحب والصراعات ويعكس واقع الشباب العربي من عدة دول وكيف تتغير حياتهم رأسًا على عقب بانتقالهم لمجتمع مختلف تمامًا عن مجتمعنا العربي، فلذلك نرشحه للشباب لمعرفة الحياة الأخرى للمجتمعات الغربية وتعزيز الهوية العربية بداخله من خلال الصراعات التي يعيشها أبطاله الشباب.

 

يناقش صراع الهوية الذي يعانيه الطلاب العرب

أبدعت المؤلفة هبة مشاري حمادة فى تقديم عمل فني درامي متكامل الأركان، حيث يناقش مسلسل "دفعة لندن" مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم الشباب العربي، خاصة الطلاب الدارسين في الخارج، وأبرز المشاكل التي يعانيها الطلاب فى الغربة هي صراع الهوية بين انتمائهم لبلدانهم الأصلية وبين محاولة الاندماج في المجتمع الجديد، بجانب الصعوبات التي يواجهها الطلاب في التكيف مع نظام دراسي جديد، والضغوط النفسية التي يتعرضون لها، بالإضافة إلى تحديات البحث عن عمل بعد التخرج، كما سلط الضوء على العلاقات الاجتماعية المعقدة التي تنشأ بين الطلاب، والتأثيرات الثقافية المختلفة التي تشكل هذه العلاقات، ومن أبرز النقاط الشائكة التي أثارها الكاتب فى المسلسل القضايا السياسية التي تشغل بال الشباب العربي، مثل الثورات العربية وحلم التغيير.

ولم يخلو العمل من قصص الحب الرومانسية لتضيف للعمل جانب رومانسي، وطرح قضية الفساد والمحسوبية التي تعاني منها بعض الدول العربية، وكيف تؤثر هذه القضايا على حياة الشباب، فهو يقدم صورة واقعية بسيطة عن حياة الطلاب العرب في الخارج.

 

إنجاز درامي للمخرج محمد بكير

يمكن القول إن المسلسل يعد إنجازاً درامياً كبيراً، ويعكس موهبة وإبداع المخرج محمد بكير، حيث تميز المسلسل ببناء درامي متماسك ومتسلسل الأحداث، وتمكن المخرج من ربط القصص والشخصيات ببعضها بطريقة سلسة ومشوقة، مما جعل المشاهد يتابع العمل حتى نهايته بنفس الحماس والإثارة، واستخدم المخرج تقنيات سينمائية متقدمة في تصوير المشاهد، مما أضفى على المسلسل جودة عالية وجمالية بصرية لافتة، تم اختيار أماكن التصوير بدقة، حيث تم تصوير العديد من المشاهد" في مدينة لندن، المملكة المتحدة لضمان واقعية الأحداث وتقديم صورة حقيقية عن حياة الطلاب العرب الدارسين في تلك المدينة العالمية، وتم تصوير بعض المشاهد في المعالم السياحية الشهيرة التي أضفت لمسة جمالية على المسلسل، وكانت جامعة كينغز كوليدج لندن من العلامات البارزة في المسلسل بمبانيها المميزة والتي تعكس الثقافة الأوروبية، وكانت مشاهد جسر البرج من اجمل المشاهد التى أضافت لمحة عن جمال المدينة، واعتمد المخرج على استخدام مترو الأنفاق في لندن كخلفية لبعض المشاهد التي تظهر فيها الطلاب وهم يتنقلون بين أماكن دراستهم وسكنهم.

كان اختيار الملحن أشرف الزفتاوي لتأليف الموسيقى التصويرية الخاصة بالمسلسل من أفضل الاختيارات، حيث يشتهر الزفتاوي بتأليف موسيقى تصويرية لأعمال درامية وسينمائية عديدة، وقد نجح في تقديم عمل مميز لمسلسل دفعة لندن، قام باختيار الموسيقى بعناية لتتناسب مع كل مشهد، مما يعزز من تأثير المشاهد الدرامية والرومانسية، و استطاعت الموسيقى أن تعبر عن مجموعة واسعة من المشاعر، من الفرح والحماس إلى الحزن والشوق، مما يزيد من عمق التجربة المشاهد، تعكس الموسيقى أجواء الحياة الطلابية في لندن وتناقضات المشاعر التي يعيشها الأبطال، ترتبط بعض المقاطع الموسيقية بلحظات معينة في المسلسل، مما يساعد المشاهد على تذكر تلك اللحظات وتقويم علاقته بها.

 

الأبطال الشباب علامة بارزة في العمل

قدم الأبطال الشباب أداءًا رائعًا فى المسلسل أثبتوا أن الشباب العربي يمتلك موهبة جبارة فى التمثيل، فأبدعت الفنانة لولوة الملا فى تقديم شخصية "غنيمة" بعمق وحساسية، حيث جسدت صراعها الداخلي بين الحفاظ على عاداتها والتأقلم مع الحياة في لندن، و تألقت الفنانة ليلى عبدالله في دور مضاوي، حيث قدمت شخصية الفتاة الطموحة التي تسعى لتحقيق أحلامها ولعبت الفنانه
ميلا الزهراني دور عسلة ببراعة، حيث جسدت شخصية الفتاة المرحة التي تخفي وراء ابتسامتها الكثير من الجروح، وقدمت الفنانه صمود المؤمن دور خديجة الفتاة المتدينة التي تواجه تحديات كبيرة في مجتمع جديد، و استطاعوا جميعهم أن يصوروا حياة الطلاب الجامعيين في لندن بشكل واقعي ومقنع، مما جعل الجمهور يشعر وكأنه يعيش معهم تلك التجربة.

تاريخ النشر 09 أغسطس 2024

أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.

ممثلي دفعة لندن

كاتب دفعة لندن

مخرج دفعة لندن

  • محمد بكير

    محمد بكير