الغريب

أسباب تجعلك تشاهد المسلسل السوري اللبناني "الغريب"

احتلت الدراما العربية وخاصة الشامية مكانة كبيرة في قلوب الجمهور العربي في الفترة الأخيرة، فتفاعل الجمهور مع المسلسل اللبناني - السوري "الغريب" الذى حقق نجاح ومشاهدات مرتفعة منذ عرضه، فلا تفوت مشاهدته فهو مسلسل يجمع بين الغموض والإثارة والتشويق لأنه مقتبس عن قصة المسلسل الأميركي المرشح لجائزة بافتا "فخامتك" "Your Honor"، ولكن هناك اختلافات بين العملين منها إضافة شخصيات أخرى للقصة عن النسخة الأميركية لذلك فلا تتردد فى متابعة المسلسل ستجد عملًا متميزًا يحمل رسائل عديدة.

جبال لبنان الخلابة

اختارت المخرجة صوفي بطرس أماكن التصوير بعناية شديدة حتى تتناسب مع أحداث المسلسل، تدور القصة بين لبنان وسوريا فكان التركيز على بيروت كمنطقة هامة للتصوير و اختارت المخرجة الشوارع والازقة لتعكس واقع الحياة فى بيروت، فكانت مشاهد الجبال الخلابة من ابرز مشاهد المسلسل التى أحبها الجمهور بجانب أنه تم تصوير بعض مشاهد المسلسل في مخيمات فلسطينية في لبنان، وذلك لِإظهار واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

موسيقى تصويرية حزينة تعبر عن معاناة الأبطال

أبدع الملحن هشام حداد، فى تأليف موسيقى تصويرية مميزة ساهمت في خلق أجواء مُؤثرة وتُناسب أحداث المسلسل، وعمل على المزج بين الموسيقى العربية الشرقية والموسيقى الغربية فكان التنوع له دور فى خلق تناغم بين ثقافتين مختلفتين هما الثقافة العربية والثقافة الغربية، وعبرت الموسيقى والأحاسيس، من الحزن والأسى إلى الفرح والأمل.

نجحت الموسيقى التصويرية للمسلسل في التأثير على مشاعر المشاهدين خاصة فى مشاهد الحزن ورحيل القاضى من سوريا إلى لبنان كانت مشاهد صعبة وساهمت الموسيقى فى جذب تعاطف المشاهد معه بل أصبح جزءًا من الحدث ، وكانت موسيقى مقدمة المسلسل حزينة لتعبر عن المعاناة التي يعيشها الأبطال خلال الحلقات لتمهد للمشاهد أن التراجيديا ركن أساسي فى العمل.

ولكن لم يخلو المسلسل من الموسيقى المُبهجة أيضًا التى منحت المشاهد مزيد من السعادة والتفاؤل، بجانب موسيقى التشويق التى جعلت المشاهد يتحمس لمتابعة الحلقات التالية ليصل للنهاية.

مسلسل واقعى بامتياز يناقش الحرب والهجرة والظلم

تعتبر القضايا التي ناقشها مسلسل "الغريب" من أهم القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي في الفترة الأخيرة مما جعله من أهم المسلسلات العربية في السنوات الأخيرة، ومن أبرز القضايا الاجتماعية التي تناولها كتاب المسلسل لانا الجندي و لبنى حداد الحرب والظلم والفساد والغربة والهجرة وغيرها، فجسد

واقع الفساد المُنتشر في بعض المؤسسات التى تصل لإجبار شخص على ارتكاب أعمال مُخالفة للقانون لحماية عائلته، كما تناول قضية الظلم الذي يدفع الأشخاص للانتقام فتنقلب حياتهم رأسًا على عقب.

ويؤكد المسلسل على أهمية العائلة وضرورة تعاونها وتكاتفها من أجل مواجهة الأزمات وتخطيها، كما يعرض المسلسل مساوئ الفقر والتهميش والتفاوت الطبقى ومدى تأثيرهم السلبي على الصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون منهم، كما يفسر الحب بمعانيه المختلفة سواء حب رومانسي او حب عائلي ومدى تأثيرهم على الحالة النفسية والطاقة الإيجابية لأبطال العمل والمشاهد الذي يعتبر نفسه جزءًا من العمل ويتفاعل معهم، وشاركهم أفراحهم وأحزانهم، و قدّم صراعاً بين قوى الخير والشر الموجودة في داخل كل إنسان، وحارب المسلسل الإدمان والعنف بشكل كبير ويحسب له تصديه للأفكار المغلوطة وعرض مفهوم المسئولية بشكل واضح فهو يقدم رسائل للشباب تفيدهم فى حياتهم لذلك ننصحك ألا تفوت مشاهدته واسرتك.

ويركّز المسلسل على إبراز دور الأب في حماية العائلة مهما بلغ ثمن التضحية، وكثرة الأعداء غير المرئيين الذين ينتظرون أول فرصة للانتقام من القضاة النزيهين، وكيف أن القضاة النزيهين حتى القانون لا يستطيع حمايتهم رغم سمعتهم الحسنة في السلك القضائي.

نجوم العمل سر نجاحه

نجحت المخرجة صوفي بطرس في اختيار كاست من أبطال العمل ساهموا بشكل كبير فى جذب الجمهور وحبهم لمتابعة العمل حتى النهاية، ويقدم الفنان بسام كوسا في المسلسل شخصية "يوسف" فهو الأب الهادئ المتوازن فى أصعب المواقف، وأكد أن الأب على استعداد لتقديم التنازلات، والتضحية من أجل إنقاذ العائلة لدرجة تجعله يقبل أن يكون وسيطاً للبيروتي في عمليات تسليم الأموال المغسولة.

كما أبدعت الفنانة فرح بسيسو فى تقديم شخصية الأم التي تريد حماية عائلتها، ومساعدة زوجها في تأمين مصاريف الحياة اليومية بالعمل طباخة في منازل المسؤولين ورجال الأعمال اللبنانيين،وجسدت من خلال "نادية" مشاعر الخوف والأمل والصمود والحب فجعلت الجمهور يحبها ويتعاطف معها.

وأجاد آدم الشامي تقديم دور "رامي" الأبن الذى يتورط فى جريمة بالخطأ وجسد الدور دون تكّلف أو تصنّع لذلك كان مقنع وواقعي وكان من أبرز المشاهد التي أثرت الجمهور المواجهات مباشرة بالسلاح الناري التى انتهت بقتل "رامي" لـ "فاروق".

نهاية مثيرة والجمهور يطالب بجزء ثان

كانت نهاية المسلسل مشوقة ومثيرة بدرجة كبيرة حيث جلس "يوسف" هو وأسرته في أحد المطاعم المطلة على البحر مباشرة، وهم يتناولون وجبة الإفطار، ونجد "رامي" حقق حلمه بزواجه من "مريم"، وشقيقته "علا" أيضاً هى الأخرى ارتبطت بالشخص الذي كانت تريده، ليثير المخرج فضول المشاهد لمعرفة تفاصيل حياتهم بعد تخطى الأزمة ويطالب على السوشيال ميديا بجزء ثان عن قصة حياة كل كابل وكيف ستكون الحياة بينهم.

تاريخ النشر 09 أغسطس 2024