سندس 2

 أسباب نجاح الجزء الثاني من المسلسل السعودي سندس

نرشح لك المسلسل السعودي "سندس 2" الذي سيجعلك تشعر وكأنك تشاهد قصص حقيقية من أرض الواقع فهو مسلسل اجتماعي عائلي لطيف أحبه الأطفال والكبار فلا تفوت مشاهدته، فبجانب الدراما والبساطة نجد الكوميديا والرسائل المهمة التي تتابع على مدار الحلقات، فبالرغم من المشاكل التى تواجه أبطال العمل خلال الأحداث إلا أننا نتعلم من المشاكل كيفية حلها والتعامل معها والضحك فى أحلك المواقف.

حبكة درامية مميزة

تأتي الحبكة الدرامية للمسلسل مميزة للغاية لأنها سلّطت الضوء على المشاكل التي تحدث بين أفراد العائلة الواحدة، وجعلت كلَّ مَن يشاهد هذا المسلسل يشعر وكأنه يرى صوراً ومشاهد من مشاكل حياته اليومية، والتي تواجهه في تعامله مع أفراد عائلته، سواء خلال تعامله مع والده أو أسرته بشكل عام، فمشاكل "عبدالرحمن " وأبنائه نموذج حى لكل بيت سعودي يعيش به أطفال لديهم نفس الأفكار والأزمات، ويعانون من اختلاف وجهات النظر مع اهاليهم، فيطرح هنا المسلسل الفجوة الكبيرة بين تفكير الأباء والأبناء ويحرص على توجيه الأباء لأحتواء أولادهم وتقديم الدعم لهم مهما كانت أخطائهم.

دراما بنكهة كوميدية

جاءت الصبغة أو النكهة الكوميدية في المسلسل لتضيف البهجة على حلقاته فخلال متابعتك لحلقات العمل تجد نفسك لا تتوقف عن المرح والضحك وهي من الأسباب والعوامل التي ساعدت بقوة على نجاح المسلسل وانتشاره وتعلق الجمهور به، بل وترشيحة من قبل رواد السوشيال ميديا، ومن بين الأسباب الرئيسية التي ساهمت وبقوة في نجاح هذا العمل هو القبول والكاريزما التي يتميز بها أبطاله؛ حيث قرروا عرض المشاكل العائلية بطريقة الـ"لايت كوميدي"؛ حتى تكون أكثر قرباً من أرض الواقع.

 
اختيار ثنائي محبوب

إن كنت من متابعي مسلسل "سندس" فى موسمه الأول ستدرك أن هناك انسجام بين الفنان حسن عسيري والفنانة إلهام علي، أبطال المسلسل، إذ حققوا نجاحاً ساحقاً معًا وأحبهم الجمهور وكان يتمنى أن يجمعهما الحب فى النهاية لدرجة أه مع كل خلاف بينهما نجد انتقادات الجمهور للعمل ومطالبة المخرج بأن يجمعهما الحب فى النهاية.

وكان هناك حماس كبير لهما مع بداية الإعلان عن الموسم الثاني للمسلسل وبالفعل نجح الكاتب في أن يخلق بينهما مشاهد جذابة ينتظرها الجمهور، وساهم وجودهما معًا في نجاح هذا المسلسل، بأدائهما القوى والمبدع، إذ أبدعت الفنانة إلهام علي فى دور "سندس"، وكانت شخصية "عبد الرحمن" التى جسدها الفنان حسن عسيري من أهم الشخصيات التى جسدها خلال مشواره الفنى.

العند يدمر أصحابه

أراد الكاتب علاء حمزة أن يوصل رسائل هامة من خلال السيناريو وهو أن العند يدمر صاحبه ويجب التفكير ملياً والتريث وعدم اتخاذ قرارات متسرعة، وظهر هذا من خلال انقلاب أحداث المسلسل وزيادة العند بين أبطاله فنجد أن الكاتب أراد أن تصل الأحداث إلى ذروتها ليكسب تعاطف الجمهور ومشاركته وجدانيًا للأبطال ورفض العديد من السيناريوهات بين الأبطال وكانت اكبر صدمة للمشاهد هو تقدم عبدالرحمن الأب لخطبة "نوف" شقيقة "سندس" التى تجسد شخصيتها الفنانة سارة اليافعي؛ مما دفع الغضب بـ"سندس" إلى العمل مع عدوّه اللدود "أبو فايز" في محاولة للانتقام منه.

الحب مفتاح تغيير الأبناء

يحمل السيناريو رسالة هامة أخرى وهى أن أبناءنا يحتاجون فقط إلى دعم وحب، وبمجرد تفهمهم يصبحون أكثر مسؤولية وإدراك وهو ما حدث في الجزء الثاني من المسلسل فبعد المعاناة التي عانتها سندس والأب مع الأبناء وعندهم ورفضهم للتعليمات والقواعد نجد هناك مشاهد من الود والحب والتفاهم التي وصلت إلى تعاون الأبناء للتوصل إلى خطة لإصلاح الوضع بين والدهم وسندس وعودة الأمور إلى سابق عهدها، بسبب حبهم لسندس.

الوجوه الشابة سر نجاح المسلسل

ما يُحسب للمخرج رامي رزق الله هو استمرار رهانه على الوجوه الشبابية، ذكوراً وإناثاً، الذين أضافوا للعمل توليفة من الدراما والكوميديا التى أحبها الجمهور وكان ظهورهم لافت في كل حلقة من حلقات المسلسل منذ الجزء الأول واستكملوا نجاحهم عبر الجزء الثاني أيضًا، ولكن كان لهم أدوارًا محورية مهمة في أحداث الجزء الثاني؛ فكان ظهورهم رهاناً وليس مجرد وسيلة للتسويق فقط بل كانوا من أسرار نجاح المسلسل وتعلق المشاهدين به وكان أبرزهم الفنان الشاب عبد الرحمن نافع، الذي قدّم دور "بدر"، بالاضافة إلى الفنان محمد حربي صاحب شخصية "ثامر" وآلاء في شخصية "مناهل" التي أبدعت بها وخاصة فى مشهد تنظيف الشارع هى وثامر لتعبر عن غضبها بتعبيرات وجه كوميدية حيث يتم عقابهم بعدما اكتشفوا خداعهم، واثبتت حنين زياد من خلال شخصية "ريما" أنها ممثلة محترفة قادرة على تجسيد الحب والكره والفرح والبكاء فى مشهد واحد وكانت تتميز بتعبيرات وجه محترفة تنبئ بمولد نجمه قوية.

وأبدع المخرج رامي رزق الله فى اختيار أماكن التصوير من مكتب أبو فايز الفاره والديكور المميز الذي يناسب مكتب رجل أعمال شرير، بجانب أن اختيار زوايا التصوير كان باحترافية شديدة ليؤكد أن نجاح العمل الفني يحتاج إلى مخرج نشيط مهتم بالتفاصيل من ملابس وأماكن وسيارات أبطال العمل كانت أيضًا تعبر عن المجتمع الغني، واختيار ملابس ومنازل الشخصيات الأقل فى المستوى المادي جاء مناسب للغاية، فكانت سيارة سندس ومنزلها يعبران عن مستواها المادي في بداية العمل ثم تغير استايل ملابسها ومكياجها فيما بعد لتظهر عليها ملامح التحدي بعد الطيبة والخوف.

تاريخ النشر 03 يوليو 2024