سفاح الجيزة

 "سفاح الجيزة" مسلسل مأخوذ عن قصة حقيقية

إذا كنت من محبي المسلسلات الدرامية التي تحكي قصصاً حقيقية وتحتوي على الرعب والإثارة فسيكون مسلسل "سفاح الجيزة" هو خيارك الأول والأنسب، وإن كنت من محبي الألغاز والاستمتاع بالجرائم والأحداث المثيرة والمرعبة فلا تفوت 8 حلقات ممتعة، فهو يكشف لك أن الطيبة ستار يتخفى ورائه المجرم المعروف بطيبة قلبه وقربه من عائلته وأصدقائه.

القصة الحقيقية المرعبة

هزت محاكمة قذافي فراج عبد العاطي المعروف إعلاميًا بـ "سفاح الجيزة" الشارع المصري، حيث قام بقتل 4 أشخاص من بينهم زوجته، وصديقه المقرب، وأحد الصائغين الذين كان يتعامل معهم، الذين اختفوا في ظروف غامضة ولم يتم العثور عليهم.
كان قذافي يعيش في محافظة الجيزة، كما أنه كان يتنقل في بعض الأحيان إلى مدينة الإسكندرية، وكان يقوم بالتخفي، وانتحال شخصيات أخرى، منها وهمية، ومنها تمثل أحد معارفه، ومع اختفاء الصائغ، الذي كان آخر ضحاياه، بدأت الشكوك تتبادر حول هذا الشخص، ليتم القبض عليه وكشف تفاصيل جرائمه، وتم الحكم عليه بالإعدام.

الحبكة الدرامية غيرت بعض الأحداث

لم يقم الكاتب محمد صلاح العزب بزيارة المجرم الحقيقي قذافي فراج عبد العاطي في السجن قبل كتابة المسلسل؛ لأنه أراد أن تكون القصة مستوحاة ولكن لا تطابق القصة الحقيقية بنفس التفاصيل، حيث قام بإضافة العديد من التفاصيل من وحي الخيال، والتي لا تمثل ما كان عليه قذافي في الحقيقة، لذلك اختار تغيير اسم الشخصية الرئيسية، وغيّر مجرى الأحداث إلى حد ما، وصنع حبكة درامية مختلفة عن الحقيقة لتفيد الجانب الدرامي من المسلسل وتحدث نوعًا من الإثارة والرعب، وقدم المسلسل رؤية مختلفة للحياة التي عاشها "جابر" السفاح واختار والدته وتصرفاتها في طفولته لتكون السبب وراءإجرامه ، حيث رآها تقتل والده وتبيع لحم الكلاب للناس فكانت هنا الشرارة التى ولدت بداخله الرغبة فى الانتقام وجعله غير سوي نفسيًا منذ طفولته وكلما زاد عمره زادت أزماته النفسية التى لم تعالج.

الاختلاف بين الدراما والواقع

فى القصة الحقيقية للسفاح لم يتم الإفصاح لا إعلاميًا ولا من خلال القضاء عن سبب الخلل النفسي له ولم يظهر الجانب الأسري من حياته ولم يتم الإشارة إلى وجود أى مرض نفسي لديه، ولكن كاتب المسلسل أراد أن يصنع من البطل قصص أخرى لصالح المشاهد ليجذبه لتكوين مشاعر تجاه البطل سواء تعاطف أو غضب لنراه فى الحلقة الأخيرة يقدم أحمد فهمى أروع مشاهدة على الإطلاق وهو يواجه والدته ويتهمها أنها السبب وراء كل خطأ ارتكبه في حياته.

واختلف المسلسل أيضًا عن القصة الحقيقية عندما ذكر أن البطل له شقيق تم اتهامه في حادث سرقة ودخل "الأحداث" وتوفي ولم تحضر والدته جنازته ودفنته، وهو أمر غير موجود في الحقيقة، ليبين أيضًا من خلال هذا المشهد قسوة الأم ليجعلها الدافع دائمًا وراء جرائم السفاح.

أبدع الكاتب فى المشهد الأخير من المسلسل لأنه أثار تساؤلات لدى المشاهد عن الشخص المجهول الذى ظهر هل هو شقيق البطل أم شخص مجهول سنعرف قصته في الجزء الثاني، وهو الذى يجعلك تتوقع أن نهاية المسلسل غير معروفة لتفتح مجال لعمل جزء ثانى أكثر إثارة ورعب من الأول، بعد نجاح الجزء الأول.

اختيار الممثلين مناسب للمسلسل

أبدع المخرج إخراج هادي الباجوري فى اختيار الممثلين فكان اختيار الفنانة حنان يوسف مناسب لدور الأم الشريرة، فابدعت في الدور، ومجازفته لاختيار ممثل كوميدي لدور إجرام ومضطرب نفسيًا، وكان اختيار أماكن التصوير وديكور المنازل، والموسيقى التصويرية.
استطاع الفنان أحمد فهمي، أن يجسد شخص يعاني من اضطرابات نفسية ويحاول إخفاء الجانب المظلم من شخصيته خلف قناع من اللطف والود، فيقوم بقتل زوجته وصديقه، بالإضافة إلى أشخاص آخرين، مخلفًا حالة من الهلع في المناطق التي كان يرتكب هذه الجرائم فيها، وكان اللبس مناسب للشخصية الودودة وتعبيرات وجه أحمد فهمي كانت مبدعة ومتميزة تجعلك تصدق الطيبة التي يرسمها رغم أنك كمشاهد تعلم أنه مجرم ولكن تصدقه فى بعض المشاهد، بجانب تجسيده للخلل النفسي يجعلك تتعاطف معه فى بعض الأحيان وكان مشهد قتل زوجته من أصعب المشاهد فى المسلسل وقدمه أحمد فهمي ببراعة متقنه.

تاريخ النشر 26 يونيو 2024