تفاصيل أعلى نسبة مشاهدة
شركة الإنتاج إي بروديوسر
موقع التصوير مصر
اللغة العربية
تاريخ نشر 2024-03-11
قصة أعلى نسبة مشاهدة
تدور أحداث المسلسل في إطار دراما إجتماعية مشوقة حول فتاة بسيطة تُدعى شيماء تعيش في واحد من الأحياء الشعبية بالقاهرة، تواجه شيماء تحديات كبيرة في حياتها، أبرزها سوء معاملة والدتها لها وصراعها الدائم مهعا بحيث تُمارس عليها ضغوطًا نفسية بسبب تأخرها في الزواج، حيث تقترب من نهاية العشرينات من عمرها. وكباقي فتياة مجتماعاتنا الشرقية في مقبل هذا العمر، تعاني شيماء من النظرة الدونية التي قد تواجهها الفتاة العزباء في بعض الأحيان.
تتعرض شيماء للتوبيخ بشكل يومي من قبل والدتها وخصوصًا لأنها لا تساعدها في الأعمال المنزلية، تحاول شيماء الهروب من هذه الضغوطات من خلال الدخول إلى عالم السوشيل ميديا بدافع من شقيقتها الصغرى التي تُقنعها بتصوير فيديو ونشره عبر تيكتوك. في البداية، لا تُحقق شيماء النجاح المرجو في عالم السوشيال ميديا، فلا تحظى فيديوهاتها بعددٍ كبير من المشاهدات. ولكن، تأتي المفاجأة بعد مرور الوقت، حيث يُصبح أحد الفيديوهات التي تظهر فيها شيماء تريندًا على منصات التواصل الاجتماعي، مما يفتح لها أبواب الشهرة ويُغيّر حياتها بشكل جذري.
من ناحية أخرى يُظهر هذا المسلسل العديد من المشاكل التي يمر بها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم، ويكشف عن الوجه الآخر للشهر، بعيداً عن الأضواء والبهجة المصطنعة. فمن خلال قصة شيماء، نرى كيف يمكن للسوشيال ميديا أن تحقّق الشهرة والمال لأصحابها من خلال الإعلانات التي يقومون بها، وعلى الرغم من تغيّر حياة شيماء بأن أصبحت من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها سرعان ما تُدرك أن الشهرة ليست وردية كما تبدو، بل مع ازدياد شهرتها، يزداد عدد الأشخاص الذين يحاولون الاستفادة منها واستغلالها، هذا وبالإضافة إلى مواجهتها العديد من الأزمات في حياتها الشخصية والعائلية، ودخولها في صراعات مع أفراد أسرتها الذين لا يتقبلون تغير نمط حياتها.
خلال مجريات المسلسل تدرك شيماء أن الشهرة والأرباح التي يمكن للمرء أن يحصل عليها من جراء ظهوره على تلك المنصات لم تكن الحل وقد تزيد من حدة مشاكله، فصحيح أن حياة شيماء كانت صعبة قبل الشهرة فهي كانت تعيش في حالة من الصراعات اليومية بسبب مشاكلها مع والدتها، إلا أن دخولها لعالم جديد شكّل لها فرحة كبيرة في البداية وخصوصًا أنها حصلت على أعلى نسبة مشاهدة على أول فيديو لها على تلك المنصة، ولكن فيما بعد بدأت تظهر المشكلات التي بدأت شيماء تُعاني منها بسبب تلك الشهرة، مما زاد عليها حدة الصراع النفسي والألم، فبدى لها موضوع مشاكلها اليومي مع والدتها بسيط مقارنةً لما تعرضت له، وإنطلاقًا من ذلك فإن هذا المسلسل يسلط الضوء على جميع المشكلات التي يمكن أن يعاني منها الفرد من جراء نشر يومياته على منصات التواصل الاجتماعي وتحديدًا تيكتوك وخصوصًا لما تتعرض له الفتاة على هذه المنصات.
ما وراء الشاشة
أسماء حلمي
Journalist"أعلى نسبة مشاهدة"... واقع التيك توك المؤلم
سلّط مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" الذى عرض فى رمضان 2024 الضوء على الحارة المصرية الشعبية التي تعاني من الفقر، وتوقفت المخرجة ياسمين أحمد كامل أمام عدة قضايا مجتمعية ناقشتها خلال العمل، بحيث تم التركيز على أسباب مجتمعية أكثر عمقا من الرغبة في الشهرة لدى الفتيات اللاتي سقطن ضحيتها.
واقعية التأليف تجعلك تعيش القصة
قدمت المؤلفة سمر طاهر تفاصيل حياة شريحة مجتمعية تعيش ظروفا اقتصادية صعبة تدفعهم لعيش نسختين من الحياة، إحداهما للعلن، والأخرى مستترة خوفا أو حياء، ورصدت المؤلفة قصة واقعية لفتاه تدخل عالم "التيك توك" بالصدفة فتنقلب حياتها 180 درجة، ويمر المسلسل بأحداث درامية عايشناها وتأثرنا بها وتعاطفنا معها، وبالرغم من وجود شخصيات شريرة بالعمل إلا أنها كانت قادرة على رصد واقعهم المؤلم.
المسلسل يدق إنذار خطر
إذا كنت تشعر بالقلق على أطفالك من السوشيال ميديا وما تحويه فيمكنك متابعه "أعلى نسبة مساهدة" لأنه يدخلك إلى عالم الثراء السريع عن طريق فيديوهات التيك توك ويقدم لك ولأبنائك تجربة واقعية تجعلك أكثر حذراً وفهماً للواقع.
تمكّن المخرجة أضاف لمسات فنية للمسلسل
اتسمت مخرجة "أعلى نسبة مشاهدة" ياسمين أحمد بالحرفية الشديدة فى تسكين أدوار أبطال العمل واختيار الفنانين، فنجد أن اختيار فنانات يشبهون الحارة المصرية بشكل دقيق لدرجة أنك حينما تشاهد العمل تعتقد بأنه فيديو حقيقى تم تسجيله خلسة، وظهور الفنانات بدون مكياج وبملابس بسيطة أضاف لمسات للشخصيات، بجانب الطريقة التى تحدث بها أبطال العمل، تجدها فى الحلقات الأولى غريبة على مسامعنا ولكن عند متابعة العمل تدرك أنها تشبة الواقع بشكل مبهر.
أبدعت ياسمين فى اختيار لوكيشن التصوير فالمنازل التى تم تصوير العمل بها تشبه الحارة بشكل كبير لدرجة أنك تشعر أنها حقيقية ويعيش بها أشخاص حقيقين في الواقع يعيشون نفس أحداث العمل، والموسيقى التصويرية وخاصة فى الحلقة الأخيرة كان اختيارها مبدع واستطاعت تجسيد مشاعر الشخصيات.
دور عمر سلمى أبو ضيف
سيظل دور شيماء الذى جسدته سلمى أبو ضيف فى المسلسل علامة فارقة فى تاريخها الفنى بأكمله، إذ استطاعت سلمى أن تغوص فى أعماق شخصية الفتاة التي تنحدر من عائلة بسيطة وتعاني من الفقر، وتحاول هي وشقيقتها تخطي تلك الحياة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتخرج علينا بأداء مبهر يجعلك لا تصدق أن الفتاة الدلوعة كما نعرف عن سلمى فى أغلب أدوارها جسدت مشاهد بهذه الصعوبة وأتقنتها بشكل رائع، وخاصة مشهد محاكمتها كان غاية فى البراعة لدرجة يدرس، أبدعت سلمى فى الأداء الحركي خلال الاستعراضات القليلة التي احتواها العمل وباستثناء رقصة الأغنية الرئيسية، كانت كل حركاتها أشبه بحركات شخص يدفعه الألم للحركة لا الفرح.
فرح يوسف التى نراها فى شارعنا
أبدعت فرح يوسف فى شخصية أمال لدرجة أنك تشعر أنك تعرفها فى الواقع وبالفعل قابلتها فى أحد الشوارع، فظهورها بدون مكياج كان له تأثير كبير على المشاهد بأنها أمرأة طيبة لا تنتمي لعالم التمثيل، فبكينا معها وشعرنا بحنانها الطاغي على أمها وأسرتها، لمسنا حزنها بسبب زوجها المبتز وتعاطفنا معها، من أبرز المشاهد التى نتوقف عندها بكائها على والدتها واحتضانها لها فى السرير، مشهد قادر على كسر القلوب وجسدته فرح ببراعة طاغية.
أبطال العمل علامات فارقة
احترف كاست العمل كله فى أداء أدواره بطريقة مميزة، فتميزت انتصار فى الأم حمدية، وقدمت طاقة أمومة هائلة، أما الأب فقد جسده الممثل المخضرم محمد محمود في واحد من الأدوار التي ستسجل في تاريخه كعلامة مضيئة، ونجد أن ليلى زاهر بذلت مجهوداً جباراً لتخرج من الفتاة الراقية إلى العشوائية التى رأيناها بها، لتجسد الفتاة الطامعة فى الشهرة والمال السريع عن طريق السوشيال ميديا من دون أى اعتبارات أخلاقية.
تاريخ النشر 15 مايو 2024
أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.