في مثل هذا اليوم

 لا تفوت مشاهدة المسلسل الكويتى "فى مثل هذا اليوم" لجرعة من الإثارة والغموض

حقق المسلسل الكويتي "فى مثل هذا اليوم" نجاحًا كبيرًا،لأنه سلط الضوء على مشكلات الحياة الزوجية التي نراها بصورة شبه يومية على أرض الواقع، فهو مسلسل يناسب العائلة ويقدم نصائح للمشكلات الأسرية الواقعية فلا تفوت مشاهدته، فهو مسلسل شيق يحمل أحداث مثيرة يجعلك تستكمل حلقاته للنهاية.

حبكة درامية مميزة

قدم المؤلف علي دوحان حبكة درامية محكمة ومميزة وكان عامل التشويق والغموض والإثارة من أهم عوامل نجاح المسلسل وحب الجمهور له ومتابعته للنهاية، فكان السيناريو يحمل قصة مشوقة جذبت انتباه المشاهدين إذ تتناول القضايا الاجتماعية بطريقة واقعية ومؤثرة، وتتضمن الحلقات العديد من المفاجآت غير المتوقعة، مما يثير فضول المشاهد حتى نهاية المسلسل.

ويتناول العمل العديد من القضايا الاجتماعية الهامة التي تهم المجتمع العربي والكويتي على وجه التحديد، ومنها أهمية العلاقات الأسرية فى حياتنا ويناقش الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأبناء وأهمية تحسين علاقتهم بوالديهم. كما يناقش العمل علاقة الأخوة ببعضهم ينقل صورة واقعية على تأثير توتر أى علاقة فى حياتنا على مسار الحياة ككل سواء بشكل إيجابي أو سلبي. كما يشير الكاتب إلى التحديات والصعوبات التي تواجهها العائلات في وقتنا الحالي من صعوبات مادية ونفسية.

هذا ويصور الكاتب أيضاً تأثير الخيانة على حياة الأشخاص وكيف يتغيرون عندما يشعرون بالغدر، ويعلمنا كيفية مواجهة ذلك والتغلب على المشاعر السيئة التي تترتب على الغدر. كما أن العمل يتطرق أيضًا للأمراض النفسية وخطورتها مثل القلق والاكتئاب وكيفية التعامل معهم بشكل واعى حتى لا نؤذى المريض ونتفهم حالته النفسية ويعتبر هذا المحور من أهم المحاور الأساسية والتوعية بالمرض النفسي هام للغاية وخاصة فى المجتمعات العربية التى تربط المرض النفسي بالتقصير فى الدين أو الدلع كما يتهمون المريض النفسي أنه ليس على قدر من التحمل وهو عكس ذلك.

كما يتطرق المسلسل إلى أخطر شيء يهدد شباب الوطن العربي وهو الإدمان وتأثيره على حياة الشباب وكيفية الوقاية منه وتقديم المساعدة للتعافى والخروج من دائرة الخطر بشكل جيد، ويبرز العمل أن الفقر كابوس يهدد بعض العائلات ولكن يوضح أن الكفاح والطموح هو أسرع طريق للنجاة من ظلام الفقر والخوف من المستقبل، فأهم رسائلة أن الطموح والأحلام سلاح النجاح من اجل العيش الكريم، موضحًا كم الصعوبات التي مر بها أبطال العمل فى حياتهم ولكن استطاعوا بكفاحهم تحقيق أحلامهم والتغلب على اليأس.

إخراج مميز وديكور مختلف

ابدع المخرج المصري محمد القفاص فى اختيار الممثلين. كما تميز ديكور مسلسل "في مثل هذا اليوم" بالجودة العالية والواقعية، حيث تم تصميمه بعناية فائقة لتتناسب مع طبيعة القصة والشخصيات، فتم تصميم ديكور منزل عائلة "هدى" ليشبه نمط الحياة العائلية في الكويت ما يضيف مزيداً من الواقعية على العمل فجمع بين التقليدية واللمسة العصرية ليناسب منزل عائلي. وعبّر منزل عائلة "غُنيمة" عن الفخامة والثراء ليعكس نمط الحياة الفخمة في الكويت، وقام المخرج باستخدام الألوان والإضاءة لتساعده في خلق حياة واقعية فى أذهان المشاهدين.

الموسيقى التصويرية تعكس أحاسيس الأبطال

يُعتبر الملحن هشام خرما من أفضل الملحنين في الوطن العربي، وقدم العديد من الأعمال المميزة في مجال الموسيقى التصويرية فهو أبدع فى تأليف الموسيقى الخاصة بالمسلسل فجعل المشاهد يعيش كل مشهد بأحاسيسه المختلفة، واعتمد على الموسيقى العربية والغربية فى الحانه، لذلك تميزت الموسيقى التصويرية للمسلسل بجمالها وأضافت لمسة جمالية مميزة وعززت من مشاعر وأحاسيس المشاهدين، فنقلت لهم احاسيس أبطال العمل وتفاعلوا معهم بكوا معهم وفرحوا لفرحهم.

تناغم أبطال العمل

تشعر أنك فردًا من العائلة داخل المسلسل بسبب التناغم بين أبطاله وبراعتهم في جعل المشاهد يشعر انهم اسرة بالفعل. ابدعت الفنانة هبة الدري فى تجسيد دور "هدى" ربة المنزل البسيطة التى تواجه العديد من التحديات في حياتها الزوجية والأسرية، فعبرت هبه عن مشاعر الأمومة بكل صدق وسلاسة وأحبها الجمهور وكان من أبرز مشاهدها وهي تبكي في غرفتها على حال ابنها ثم تتحول ملامحها وتعبيرات وجهها من الضعف والحزن إلى التحدي فى نفس اللحظة لتصر على الوقوف صامدة فى مواجهة الأزمة والتصدي لها لإنقاذ ابنها وأحفادها لانها المسؤولة عنهم.

وجسد الفنان يعقوب عبدالله دور "علي" وهو زوج "هدى" ببراعة وإتقان واستطاع أن يقدم الشخصية بكل تعقيداتها من أب مسؤول إلى شخص له تحديات في عمله ايضًا ووازن بين الشخصية.

أما الفنان عبدالله بهمن الذي قدم دور "هاني" شقيق "هدى" فظهر بدور الأخ الداعم المساعد وكانت مشاعر الحب والاهتمام أبرز ملامح الشخصية الحنونة التي أحبها الجمهور، وجسد الفنان فهد باسم دور "سيف" وهو زوج "لولوة" ابنة "هدى" بحرفية واثبت انه ممثل ناجح يجيد مفاتيح الشخصية، واستطاعت الفنانة روان مهدي دور "حلا" وهي ابنة "غُنيمة" صديقة "هدى"أن تجذب الجمهور بعفويتها وصدقها واحبها كثيرًا خلال العمل.

الكويت بعيون المخرج محمد القفاص

تم تصوير مسلسل "في مثل هذا اليوم" في الكويت ولكن أراد المخرج أن يجعل التصوير مميز فاختار الأحياء والشوارع التى تُظهر معالم المدينة ومبانيها بشكل واضح في المسلسل ليحبها المشاهد بعيونه، وتم تصوير مشاهد من المسلسل فى المستشفيات والمدارس والجامعات ليضيف واقعية للأحداث، واستخدم المخرج تقنيات إخراجية متنوعة، مما ساهم في إبراز جمال المسلسل، كما تميز إنتاج المسلسل بالجودة العالية، حيث تم استخدام أفضل التقنيات والإمكانيات في إنتاجه.

مشاهد المسلسل ستحفر في الذاكرة

كان من أبرز المشاهد في المسلسل عندما تتشاجر هدى مع ابنتها لولوة بسبب نصبها عليها فكانت هدى تجمع بين الأمومة والمرأة القوية فى وقت واحد فهي في حيرة بين قلبها المشفق على ابنتها وعقلها الذي يريد معاقبتها على فعلها المشين.

وكان من اغرب المشاهد عندما نشرت سجى فيديوهات لزوجها على السوشيال ميديا أثناء نومه، فمن المعتاد أن الزوج هو من يفعل ذلك ولكن ليؤكد المخرج أن الرجل معرض لمثل هذه المواقف من العنف، فعكس الموقف ليتعاطف معه الرجال والنساء رفضاً لانتهاك الخصوصية ليوضح مدى الإيذاء النفسي الذي يتعرض له الانسان عندما يتم انتهاك خصوصيته.

تاريخ النشر 14 يوليو 2024