بيت أهلي

5 أسباب تجعلك لا تفوت مشاهدة المسلسل الشامي "بيت أهلي"

نالت دراما البيئة الشامية "بيت أهلي" اهتمامًا واسعًا منذ بدء عرضه في مارس 2024، ويُعد المسلسل من أبرز المسلسلات التي تم عرضها فى موسم رمضان حيث حظي بنسب مشاهدة عالية ونال إعجاب الكثيرين، واحتل صدارة المشاهدات على المنصات الإلكترونية وقنوات التلفزيون العربية، لذلك نرشحه لك فلا تفوت مشاهدته.

حبكة درامية مثيرة

نجح الكاتب الدكتور فؤاد الشربجي فى رسم حبكة درامية مميزة تجذب الجمهور منذ البداية للنهاية فكانت الأحداث الغامضة تلعب دور كبير خلال حلقات المسلسل وخلق من خلال الصراع المحتدم بين العائلتين في حارة دمشقية قديمة نوع من الإثارة، ولعبت جرائم القتل دور كبير فى السيناريو حيث جعل الكاتب المشاهد جزء من العمل يتفاعل معه ويفكر في ألغاز كل جريمة ويتفاعل مع الضحايا، مما يخلق حالة من التشويق تجذب المشاهد وتجعله متابعًا لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وكان لتعدد الخطوط الدرامية المتشابك دور كبير في خلق حالة من الترقب والانتظار لمعرفة تطورات كل خط.

استطاع الكاتب أن يجعل في نهاية كل حلقة "مفاجأة" تجعلك تنتظر الحلقة التالية وتتفاعل مع الأحداث و تتوقعها وهو من أسرار نجاح العمل وتعلق الجمهور به.

ويضم المسلسل العديد من المفاجآت غير المتوقعة التي تُبقي المشاهد متفاعلًا مع الأحداث.

براعة تامر إسحاق أضافت واقعية للعمل

يتميز المخرج تامر إسحاق بالواقعية والاهتمام بالتفاصيل، فنجح فى نقل أجواء الحارة الشامية القديمة بشكل دقيق وواقعي، فبالرغم من أن المسلسل يمثل حقبة زمنية قديمة إلا أنه نقل تفاصيلها وكأننا نعيش نفس الزمن بتفاصيله كامل، سواء فى المشاهد الداخلية أو المشاهد الخارجية، مما أضفى على المسلسل جمالية خاصة.

موسيقى تصويرية وديكور وملابس الأربعينات

واستطاع إسحاق أن يقوم بتوظيف المؤثرات الصوتية والبصرية بشكل مناسب، مما ساهم في خلق أجواء مثيرة، فأبدع فى اختيار الموسيقى التصويرية التي خلقت أجواء درامية مؤثرة تتناسب مع أحداث المسلسل التي تعود لزمن قديم فكانت الألحان الشرقية الكلاسيكية لها لمسة جمالية خاصة ساعدت على خلق روح هادئة للمشاهد كما لعبت الموسيقى دورًا هامًا في إبراز مشاعر الشخصيات وأحاسيسها، خاصة في مشهد خروج "نوري" من السچن بعد 15 عاماً قضاها خلف القضبان فكانت الموسيقى التصويرية للمشهد تعبر عن صدمته وشعوره بالغربة بسبب التغيرات الجذرية التي طرأت على عائلته وحيّه.

كما تميز ديكور المسلسل بروعته واقعيته ودقته، مما ساهم في نقل المشاهد إلى أجواء الحارة الشامية القديمة بكل تفاصيلها، ظهر الإنتاج الضخم في مشاهد المسلسل، خاصةً في مشاهد المعارك والخناقات بالحارة من تدريب جيد للنجوم وتصميم حركات قتالية تناسب حقبة الأربعينات الذي يحكى عنه قصة المسلسل.

اعتمد المخرج على أماكن تصوير حقيقية في دمشق القديمة، مما أضفى على المسلسل مصداقية أكبر، كما اختار ملابس مميزة للأبطال تناسب الأربعينات وملابسهم البسيطة وكان من أبرز الملابس التي تعبر عن العصر القديم ملابس الشرطة الزيتى والسلاح الذي يحملونه يرجع للاربعينات كمان أن اختيار ميك أب النجمات وتسريحات الشعر الكلاسيكية تم اختيارها بدقة متناهية وأوان عباءاتهم الهادئة التى تعبر عن سوريا في الأربعينات.

حرفية الأبطال سر من أسرار نجاح المسلسل

يضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية، الذين قدموا أداءً مقنعًا متناغمًا مما أضفى حيوية على الشخصيات وجذب المشاهدين، وتنوعت الأدوار بين الكوميديا والدراما والرومانسية، مما ساهم في نقل مشاعر الشخصيات وأحاسيسها بصدق للمشاهد.

فأبدع الفنان أيمن زيدان في دور "نوري" فهو شاب يواجه صراعات متعددة، فجسد القوة والخير فى وقت واحد، واثبتت مشاهد صراعه مع أبو عدنان زعيم الحي الذي يطمع في الاستيلاء على ممتلكات عائلة "نوري" مستغلاً غيابه انه ممثل عبقري قادر على التمكن من مفاتيح الشخصية التي يؤديها وحتى بعد .

تصاعد حدة الصراع بين "نوري" و"أبو عدنان"، خاصة بعد اغتيال الطبيب "عبد الرحمن الشهبندر" أحد وجهاء الحي، استطاع زيدان أن يمتلك القدرة التمثيلية على إظهار مشاعر الغضب والخوف والرومانسية والكوميدية فى شخصية واحدة، مما يزيد من غموض الأحداث وتعقيداتها.

وقدم الفنان سلوم حداد شخصية "أبو عدنان" بكل براعة فجسد الشر فى أبهى صوره واستطاع بتعبيرات وجهه أن يمثل الرجل الطاغي الطماع في مال غيره، وتناغم أبطال العمل فى تجسيد أدوارهم وقدموا مسلسل ناجح احبه الجمهور.

يناقش قضايا اجتماعية هامة

يُسلط المسلسل الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية الهامة مثل الظلم والفساد والخير والشر كما يؤكد على أهمية التعاون والتكافل، ويدعو إلى التسامح والمحبة ونبذ العنف، ويُظهر المسلسل أهمية العائلة والصداقة والترابط بين أفراد المجتمع، فنرى الكاتب ابتعد عن الأسلوب الرائج في كتابة مسلسلات البيئة الشامية واتبع أسلوب ما يسمى بـ "تقنية الرواية التلفزيونية" المتبع في أحدث الأنواع الدرامية بالعالم، مايُبعد العمل عن الدراما الشامية الرائجة.

وحمل المسلسل رساله أن القضايا الاجتماعية يحمل رايتها شعب بأكمله ويساهم العمل في تعزيز قيم التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، ويوثق للحياة الدمشقية في أربعينيات القرن الماضي، ويبتعد عن الفانتازيا التي أحاطت بالدراما الشامية في السنوات الأخيرة، وكانت من أبرز المشاهد التى عبرت عن المجتمع السوري هو تحول جنازة الشهبندر إلى تظاهرة شعبية ليؤكد أن نشاط الكتلة الوطنية كانت تنادي بالتحرر من الاستعمار، واوضح العمل انخراط الطلبة السوريين في الجامعة الأمريكية في بيروت في العمل السياسي، والنقاش المحتدم دومًا مع المستفيدين من الاحتلال.

تاريخ النشر 09 أغسطس 2024