عنبر 6 ج2

إن كنت من محبي الإثارة ننصحك بـ "عنبر 6" الجزء الثاني لاكتشاف العالم السري للسجون

بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل "عنبر 6" الجزء الأول تحمس الجمهور كثيرًا للجزء الثانى وطالبوا صناع العمل بضرورة إنجاز الجزء الثانى لأن نهاية الأول كانت غاية فى الإثارة والتشويق، فلا تفوت الجزء الثانى لأنة يكمل النجاد بلا شك بجانب انضمام مجموعة جديدة من النجوم الذين أضافوا للمسلسل لمحة درامية هائلة وهم مرام علي، فايز قزق، نهلة داوود، فارس ياغي، يوسف حداد، أسعد رشدان، أسعد حداد، دوري السمراني وآخرين.

ألغاز الجزء الأول دافع لمشاهدة الثاني

أنتهى الجزء الأول من مسلسل "عنبر 6" بعدة أحداث شيقة منها جريمة قتل لصحفى غير معلوم تفاصيلها وحريق كبير لم نعلم اسبابه، واكتشاف أحد البطلات أن هناك عصابة تمنعها من الوصول لعائلتها والإيقاع بها بسبب اكتشافها لمخالفات مالية كبيرة وتتصاعد الألغاز لتنضم إلى بطلة العمل الأخرى، المسجونة بتهمة قتل أبيها، وزوجة مدير الشركة التي كشفت الأولى فساد إدارتها فكل تلك الأحداث تجعلك لا تفوت الجزء الثانى ليتم فك تلك الألغاز بشغف وحماس، ويبدأ الجزء الثانى بحدث كبير وهو موت سلاف فواخرجي التي تؤدي دور "رهف" في الحريق.

تصميم المعارك يزيد الإثارة والتشويق

تمكن المخرج على العلى بتصميم عدة معارك وأبرزها مشهد تقوم فيه عصابة مدججة بالأسلحة والتكنولوجيا باقتحام سجن النساء، من أجل تهريب سجينة لا تريد الخروج من السجن، وتدور بعض المعارك الشرسة بين المهاجمين والحرس في ناحية، و برع المخرج في تصميم تلك المعارك التى تحبس الأنفاس، وتضيف مزيدًا من الإثارة والتشويق للمشاهد،

سحر الإيقاعات عززت التجربة الدرامية

كان للموسيقى التصويرية للمسلسل طابع خاص فنجح سحر الإيقاعات في تعزيز التجربة الدرامية، مما ساهم في نجاح العمل وإضفاء لمسة خاصة عليه، حيث تم اختيار الموسيقى بعناية لتتناسب مع كل مشهد، مما ساعد في تعزيز الأجواء الدرامية سواء كانت مشاهد رومانسية أو مشاهد مليئة بالإثارة والتشويق، كما ساهمت الموسيقى في ربط المشاهد ببعضها، وخلق إحساس بالاستمرارية والتسلسل الزمني للأحداث، ونجحت الموسيقى فى زيادة التوتر والإثارة خاصة فى المشاهد الحاسمة والمليئة بالإثارة،لأنها تميزت بتنوع الألحان والإيقاعات، حيث تم استخدام موسيقى شرقية وأخرى غربية، مما أضاف لمسة عالمية على العمل، واتسمت بالتناغم بشكل مثالي مع الأحداث التي تجري على الشاشة، مما جعلها جزءاً لا يتجزأ من العمل.

وساعدت الموسيقى المشاهد على الانغماس في أحداث المسلسل وتقمص دور الشخصيات، واأثرت الموسيقى على مشاعر المشاهد، مما جعله يشعر بالسعادة والحزن والخوف مع الشخصيات.

إبداع صبا مبارك

تبهر صبا مبارك جمهورها في الجزء الثاني من المسلسل وخاصة بعد زيادة حجم دورها بعد غياب سلاف فواخرجي وشهدت شخصيتها تحولاً كبيراً بعد دخولها السجن وكان أدائها أكثر من رائع فجسدت الحزن والتأثر بشكل مبهر، ورغم أنها موظفة في شركة استيراد وتصدير، لكنها سرعان ما تتحول إلى سجينة مخضرمة، تخوض المعارك البدنية يومياً، ومن الواضح أن صبا عملت على الشخصية لفترات طويلة تدربت بدنيًا لتصل لهذا الأداء المميز خاصة فى مشاهد المعارك التى تخوضها تجعلك تعتقد أنها سجينة بالفعل، ومن المتوقع أن تكون تمرنت كاراتيه وكونغ فو، ويظهر ذلك فى مشهد اقتحامها للشركة والهروب من عصابة تطاردها بالسيارات والأسلحة.

الواقعية تجذب المشاهد

تعتبر أغلب قصص بطلات المسلسل مقتبسة من قصص حقيقية وعادة ما ينجذب المشاهد للقصص الواقعية فهو مقتبس من المسلسل التركي "الفناء"، ويجسد المسلسل الميلودراما العاطفية، والذي يدعم الواقعية بالموسيقى الشجية والحركة البطيئة والمونولوجات الشخصية، فنشعر بتعاطف تجاه النجمات وكأننا جزء من الحدث ونتشوق للحلقات القادمة كأنه واقع ملموس نتعايش معه.

أبرز العمل الحياة القاسية داخل السجن، والصراعات التي تدور بين السجينات، وكيف يؤثر الحبس على نفسية المرأة، كما تناول قضية العنف ضد المرأة بأشكالها المختلفة، سواء كان عنفاً منزلياً أو عنفاً داخل السجن، وكيف يؤثر هذا العنف على نفسية المرأة وحياتها، و ندد بالفساد وتأثيره على حياة السجينات وحقوقهن وركز على الصحة النفسية التي يعاني منها السجينات، مثل الاكتئاب والقلق، وكيف يؤثر الحبس على حالتهم النفسية، و تم تسليط الضوء على التمييز بين السجينات بناءً على خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وكيف يؤثر هذا التمييز على حياتهن داخل السجن، وتناول قضية الأمومة والحب في ظل ظروف السجن القاسية، وكيف تحاول السجينات الحفاظ على علاقتهم بأطفالهم وأحبائهم، واستمر موضوع الانتقام كأحد المحاور الرئيسية في المسلسل، حيث تسعى بعض الشخصيات إلى الانتقام من أعدائهم.

ويضم المسلسل كوكبة من البطلات من جنسيات مختلفة ويفيد هذا التنوع العمل لأنه يقدم أساليب وطرق تمثيلية متنوعة بجانب إظهار التقارب بين اللهجات والثقافات العربية، وتنافس النجمات داخل العمل جعل كل منهن تؤدى دورها ببراعة شديدة.

كان ديكور السجن الواقع فى لبنان مناسب جدًا لمشاهد المسلسل بجانب أن ملابس السجينات كان به لمسة فنية، وخاصة أنه متكرر فلا يمل منه المشاهد، بجانب أن الموسيقى التصويرية للعمل هائلة لدرجة تجعلك تتعاطف مع كل مشهد على حدة وخاصة مشهد الحريق في الحلقة الأولى.

تاريخ النشر 14 يونيو 2024